في تطور صادم هز السوق المصري، ارتفعت أسعار الذهب بشكل جنوني خلال ساعات قليلة، مسجلة زيادة 800 جنيه للجنيه الذهب و100 جنيه لعيار 21 في مشهد لم تشهده الأسواق منذ سنوات. بينما كنت تتناول الغداء، خسرت فرصة شراء الذهب بـ 100 جنيه أقل للجرام، وكل دقيقة تأخير في القرار قد تكلفك مئات الجنيهات إضافية.

شهدت محلات الصاغة في خان الخليلي والتحرير مشاهد درامية عندما قفز عيار 21 من 5335 إلى 5435 جنيه، والجنيه الذهب من 42680 إلى 43480 جنيه خلال ساعات النهار. "لم نشهد ارتفاعاً بهذه السرعة منذ سنوات" يقول الحاج عبد الرحمن، تاجر ذهب بخان الخليلي، الذي شاهد قيمة مخزونه ترتفع بـ 200 ألف جنيه في ساعات. أم محمد، ربة منزل خمسينية كانت تنوي شراء طقم ذهب لابنتها العروس، تحكي صدمتها: "وجدت السعر ارتفع 3000 جنيه عن المتوقع، كان كالحلم المرعب".

الذهب الذي كان يشهد استقراراً نسبياً تأثر بموجة عاتية ضربت الأسواق العالمية، حيث ارتفعت الأوقية بنسبة 2.1% لتصل إلى 4087.97 دولار. تقلبات الأسواق العالمية والإغلاق الحكومي الأمريكي دفعا المستثمرين للهرع نحو الملاذ الآمن، في مشهد يذكرنا بأزمة 2008 عندما قفز الذهب لمستويات قياسية وسط انهيار الأسواق. د. أحمد السيد، المحلل الاقتصادي، يؤكد: "هذا الارتفاع مؤشر واضح على عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، والأسوأ قد يكون قادماً".

العروسات في شوارع القاهرة يؤجلن شراء الذهب، والأمهات يعدن حساب ميزانية الخطوبة بعدما أصبح سعر الجرام الواحد عيار 24 يساوي ثلث الحد الأدنى للأجور الشهرية. محمود علي، موظف بنك أراد شراء جنيه ذهب صباحاً بـ 42680 جنيه، وجده مساءً بـ 43480 جنيه: "الزيادة 800 جنيه تساوي فاتورة كهرباء منزلي لـ 4 أشهر!". بينما يفرح ملاك الذهب بزيادة قيمة مدخراتهم، يعيش الراغبون في الشراء حالة إحباط وترقب مؤلم.

يوم واحد غيّر خريطة سوق الذهب المصري وترك آلاف الأسئلة بلا إجابات. الأيام القادمة ستحدد إن كان هذا بداية موجة صعود طويلة أم مجرد هزة عابرة. راقب الأسعار عن كثب، لا تتخذ قرارات متسرعة، واستشر الخبراء قبل أي خطوة. السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل نشهد قطاراً صاعداً يجب اللحاق به، أم فقاعة على وشك الانفجار؟