الرئيسية / شؤون محلية / صادم: اتهامات بحرق 450 جثة في الفاشر... والبرهان يواجه بكاء النازحين!
صادم: اتهامات بحرق 450 جثة في الفاشر... والبرهان يواجه بكاء النازحين!

صادم: اتهامات بحرق 450 جثة في الفاشر... والبرهان يواجه بكاء النازحين!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 10 نوفمبر 2025 الساعة 10:50 صباحاً

في الوقت الذي تقرأ فيه هذه الكلمات، يموت طفل سوداني كل 11 دقيقة من الجوع، بينما تتصاعد أدخنة الجثث المحترقة في سماء الفاشر في مشهد يفوق أفلام الرعب. 450 شخصًا قُتلوا في مستشفى واحد - أكثر من ضحايا هجمات 11 سبتمبر في برج واحد - والعالم يتفرج على أسوأ مأساة إنسانية في القرن الواحد والعشرين. 21 مليون سوداني على بُعد أيام من الموت جوعًا، والصمت الدولي يرقى إلى التواطؤ.

سقطت مدينة الفاشر أخيراً بعد حصار مرير دام 18 شهراً، أطول من حصار لينينغراد في الحرب العالمية الثانية، وسط مجزرة في المستشفى السعودي راح ضحيتها أكثر من 450 شخصاً. شبكة "أطباء السودان" تكشف الحقيقة المروعة: "قوات الدعم السريع جمعت مئات الجثث من الشوارع وأحرقت بعضها بالكامل في فصل جديد من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان." أحمد عثمان، الذي فر من جحيم الفاشر، يروي بصوت مرتجف: "رأيت بعيني كيف أحرقوا الجثث في الشوارع، الرائحة لا تزال تطاردني." وسط هذا الكابوس، ظهر مشهد يختزل معاناة أمة: امرأة تحتضن البرهان وتبكي على كتفه في مخيم العفاض، بينما تصدح صرخات الأطفال الجوعى في الخلفية.

الصراع الذي بدأ في أبريل 2023 كتنافس على السلطة تحول إلى حرب إبادة ممنهجة تفوق مجازر رواندا من حيث عدد الضحايا وطول المدة الزمنية. 40 ألف قتيل حصيلة رسمية تخفي الحقيقة الأكثر إيلاماً، بينما 12-13 مليون نازح - رقم يعادل سكان بلجيكا والنمسا مجتمعتين - اقتُلعوا من ديارهم. د. عبد الله الصادق، متخصص في الشؤون الأفريقية، يحذر: "ما يحدث في السودان مأساة بحجم رواندا لكن بصمت دولي مريب." الأمم المتحدة تتوقع استمرار هذا الجحيم حتى مايو 2026 على الأقل، في إشارة مرعبة لمأساة لم تبدأ فصولها الأخيرة بعد.

في مخيمات النزوح، حيث تمتد الخيام المهترئة لكيلومترات تحت برد الليل القارس، تواجه فاطمة أحمد البالغة 34 عاماً كابوسها اليومي. فقدت زوجها وطفليها في مجزرة المستشفى السعودي، وتعيش الآن مع ثلاثة أطفال آخرين في خيمة لا تحميهم من المطر أو البرد. 21 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي - رقم يعادل تقريباً سكان السعودية بأكملها يواجهون الموت جوعاً. الأطفال، هؤلاء الهياكل العظمية الصغيرة التي تمشي على قدمين، يشربون الماء الملوث الوحيد المتاح بينما تقرض آلام الجوع أمعاءهم الصغيرة. المنظمة الدولية للهجرة تؤكد فرار أكثر من 36 ألف مدني إضافي من شمال كردفان، في موجة نزوح جديدة تنذر بكارثة إنسانية أوسع تطال دول الجوار.

السودان اليوم يواجه أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه الحديث، وسط مجازر مستمرة ومجاعة جماعية تهدد بقتل مليون شخص إضافي. مساحة المعاناة تعادل مصر والعراق مجتمعتين، بينما الدمار ينتشر بسرعة حرائق الغابات الأسترالية. عام 2026 قد يشهد انهياراً كاملاً للدولة السودانية إذا لم يتحرك العالم فوراً. الوقت ينفد، والصمت لم يعد خياراً - السودان ينتظر إنقاذاً عاجلاً قبل أن تكتمل فصول هذه المأساة الإنسانية. السؤال الذي يؤرق الضمير الإنساني: هل سيكون السودان رواندا جديدة، أم سيجد العالم ضميره قبل فوات الأوان؟

شارك الخبر