في تطور صاعق هز أوساط النقل بين اليمن والسعودية، سيضطر 15,000 مسافر يومياً لتغيير خططهم كلياً بعد قرار هيئة النقل البري بفرض مسار جديد إجباري عبر 7 نقاط توقف. هذا القرار الجذري الذي أعلن مساء أمس الأحد، سيعيد رسم خريطة السفر بين البلدين إلى الأبد، والمسافرون الذين لم يعلموا بالتغيير قد يجدون أنفسهم عالقين في المحطات مع بداية الأسبوع الجديد.
موجة من الذعر اجتاحت شركات النقل البري عندما أعلنت الهيئة أن المسار الجديد سيمتد لمسافة 800 كيلومتر من عدن مروراً بشقرة وأحور وعين بامعبد ثم عتق والعبر وصولاً إلى منفذ الوديعة. أحمد الحضرمي، الذي يسافر شهرياً لعمله في الرياض، يروي صدمته: "كانت رحلتي تستغرق 12 ساعة، والآن قد تصل إلى 14 ساعة مع توقفات إضافية لا أعرف عنها شيئاً." الهيئة أكدت تطبيق عقوبات صارمة على أي شركة تحاول تجاهل المسار الجديد، بينما تساءل آلاف المسافرين عن مصير رحلاتهم المجدولة.
يأتي هذا القرار الاستثناائي في إطار جهود حكومية لضبط حركة النقل وضمان السلامة، وسط تحديات أمنية ولوجستية معقدة تواجهها المنطقة. د. سالم النقلي، خبير النقل البري، يؤكد أن "هذا التغيير مثل إعادة توجيه طريق الحج القديم عبر مكة، سيحتاج وقتاً للتكيف لكنه ضروري لتنظيم القطاع." الخبراء يتوقعون فترة اضطراب مؤقتة قد تمتد لشهرين، لكنهم يؤكدون أن النظام الجديد سيحسن الكفاءة على المدى الطويل، خاصة مع تزايد حجم التجارة الحدودية بين البلدين.
العائلات التي تعتمد على هذا الخط الحيوي لزيارة أقاربها ستواجه الآن تحدياً مضاعفاً: رحلات أطول بساعتين وأسعار أعلى بنسبة 30% حسب التوقعات الأولية. فاطمة الشقرية، التي تعيش على طريق المسار الجديد، تتوقع انتعاشاً اقتصادياً في منطقتها: "المحطات الجديدة ستوفر فرص عمل وستنشط التجارة المحلية." لكن على الجانب الآخر، تحذر شركات النقل من انخفاض محتمل في عدد المسافرين بسبب التعقيدات الجديدة، بينما يرى البعض في القرار فرصة ذهبية للاستثمار في خدمات المحطات والتطبيقات التتبعية.
مع بداية تطبيق القرار فورياً، تبقى الأشهر القادمة مصيرية لتحديد نجاح هذه الخطوة في تحقيق أهدافها التنظيمية والأمنية. المسافرون مدعوون للتخطيط المسبق والتأكد من التزام شركات النقل بالمسار الجديد تجنباً لأي مضاعفات قانونية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتقبل المسافرون هذا التغيير الجذري، أم ستضطر الهيئة لإعادة النظر في قرارها تحت ضغط الواقع والاحتجاجات المتوقعة؟