الرئيسية / من هنا وهناك / عاجل: قرار صادم من الخطوط اليمنية يغير قواعد السفر للسعودية… هل ستدفع ضعف المبلغ؟
عاجل: قرار صادم من الخطوط اليمنية يغير قواعد السفر للسعودية… هل ستدفع ضعف المبلغ؟

عاجل: قرار صادم من الخطوط اليمنية يغير قواعد السفر للسعودية… هل ستدفع ضعف المبلغ؟

نشر: verified icon رغد النجمي 10 نوفمبر 2025 الساعة 07:55 صباحاً

في تطور يهز أحلام ملايين اليمنيين، أصدرت الخطوط الجوية اليمنية قراراً صادماً يفرض قيوداً جديدة على السفر للسعودية، في وقت يصارع فيه 4 طائرات مختطفة في مطار صنعاء مصيرها المجهول. هذا القرار ليس مجرد تعميم إداري، بل ضربة قاضية لأحلام الآلاف الذين يرون في العمل بالسعودية طوق نجاة وحيد لعائلاتهم المحاصرة. والسؤال المحير: هل سيدفع المسافرون ضعف المبلغ لمجرد الحصول على تذكرة عودة قد لا يستخدمونها؟

أحمد المقطري، عامل بناء من تعز، يقف أمام مكتب الطيران وفي عينيه دموع الحيرة: "حلمت بالعمل في الرياض لأطعم أطفالي الخمسة، والآن يطالبونني بشراء تذكرة عودة بـ 800 دولار إضافية لا أملكها." هذا المشهد يتكرر في عشرات مكاتب السفر عبر اليمن، حيث يفرض التعميم الجديد على أصحاب تأشيرات العمل شراء تذاكر ذهاب وإياب إجبارياً، بينما يُعفى المعتمرون من هذا الشرط. والمفارقة المؤلمة أن من يبحث عن لقمة العيش يُعامل بقسوة أكبر من الحاج المؤقت.

هذا القرار يأتي في ظل أزمة خانقة تعصف بالطيران اليمني منذ 9 سنوات من الحرب المدمرة، حيث تحول مطار صنعاء من بوابة للأحلام إلى مقبرة للطائرات المختطفة. الوضع تفاقم أكثر بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف المطار مؤخراً، مما جعل كل رحلة طيران أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر. د. محمد العولقي، خبير الطيران المدني، يحذر: "نحن أمام انهيار كامل محتمل لقطاع الطيران اليمني، والقوانين الجديدة قد تكون القشة التي قصمت ظهر البعير."

التأثير الحقيقي لهذا القرار يتجاوز أرقام التذاكر ليصل إلى مطابخ البيوت اليمنية الفقيرة. فاطمة أحمد، أم لأربعة أطفال من الحديدة، تروي بصوت متكسر: "زوجي يعمل سائقاً في جدة منذ 3 سنوات، والآن قد لا يستطيع العودة لتجديد إقامته بسبب تكاليف التذكرة المضاعفة." هذه ليست قصة واحدة، بل مأساة جماعية تهدد مصير مئات الآلاف من العائلات التي تعتمد على التحويلات المالية من العمالة اليمنية في المملكة. الخطوط الجوية اليمنية التي كانت جسراً للأمل، أصبحت اليوم سداً يحجب النور عن الغارقين في ظلمات الفقر.

وبينما تنتظر أربع طائرات مصيرها المجهول في مطار صنعاء المحاصر، يقف شعب كامل على مفترق طرق: إما الاستسلام للحصار الجوي والاقتصادي، أو إيجاد معجزة تُحلق بأحلامهم فوق غيوم اليأس. السؤال المؤلم الذي يطرح نفسه: متى ستحلق الطائرات اليمنية بحرية مرة أخرى؟ أم أن السماء اليمنية ستبقى مقفلة إلى الأبد، تاركة شعباً بأكمله محاصراً بين الأرض والسماء؟

شارك الخبر