في تطور دبلوماسي استثنائي يعكس قوة الشراكة التاريخية، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً مباشراً بتقليد القائد الباكستاني أرفع الأوسمة العسكرية السعودية. 79 عاماً من الأخوة تتوج بوسام ملكي استثنائي - للمرة الأولى منذ عقود، يأمر الملك شخصياً بتكريم قائد عسكري أجنبي، في زمن تتصاعد فيه التحديات الإقليمية وتشتد الحاجة لتعزيز التحالفات الاستراتيجية.
شهدت العاصمة الرياض مراسم رسمية مهيبة، حيث قلّد الفريق الأول فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة، نظيره الباكستاني الفريق ساهر شمشاد وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة. العقيد أحمد السعدون، أحد الشهود على اللحظة التاريخية، قال متأثراً: "شعرت بفخر عظيم وأنا أرى تقدير المملكة لحلفائها، بريق الوسام الذهبي كان يعكس نور علاقة عمرها عقود". الأرقام تتحدث بوضوح: 230 مليون باكستاني يشعرون اليوم بفخر استثنائي لهذا التكريم الملكي النادر.
هذا التكريم ليس مجرد مجاملة دبلوماسية، بل تتويج لعقود من التعاون العسكري المتبادل الذي نشأ مع ولادة دولة باكستان عام 1947. د. سعد الحربي، خبير الشؤون الاستراتيجية، يؤكد أن "هذا التكريم رسالة قوية لكل دول المنطقة عن متانة التحالفات السعودية". التطورات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة تجعل من هذا التوقيت اختياراً استراتيجياً محكماً، مثل توقيع عقد شراكة بين عملاقين، لكن بالشرف العسكري بدلاً من المال.
على أرض الواقع، يترجم هذا التكريم إلى تعزيز ملموس للشعور بالأمان لدى مواطني البلدين. السفير الباكستاني محمد علي، الذي حضر المراسم، وصف الحدث بأنه "لحظة تاريخية تجسد عمق الأخوة بين البلدين". المتوقع أن نشهد خلال الأشهر القادمة مناورات عسكرية مشتركة موسعة وتبادلاً تدريبياً متطوراً، بينما تفتح أبواب فرص استثمارية واعدة في القطاع الدفاعي. أبو فهد الرياضي، مراقب عسكري محلي، علق قائلاً: "هذه هي السعودية التي نعرفها، تقدر أصدقاءها وتحفظ العهود".
وسام ملكي واحد يرسخ شراكة استراتيجية امتدت لأكثر من سبعة عقود، ويؤسس لعقد جديد من التعاون العسكري المتطور بين قوة مشتركة تضم 270 مليون نسمة. الشباب السعودي والباكستاني مدعو للاستفادة من برامج التدريب العسكري المشترك القادمة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل نشهد ولادة تحالف عسكري جديد في المنطقة سيعيد رسم خارطة القوة الاستراتيجية؟