79 عاماً من العطاء انتهت بصمت، تاركة خلفها إرثاً لا يُمحى. الرجل الوحيد الذي راوغ بيليه البرازيلي في عقر داره الأفريقي. آخر الأساطير الحقيقية رحل، ومعه جزء من تاريخ الكرة الجزائرية. ماذا سيكون مصير شباب بلوزداد بعد هذه الخسارة؟ سنوافيكم بالتفاصيل.
في تطور مفاجئ وصادم لأوساط كرة القدم، رحل الأسطورة جيلالي سالمي عن عمر يناهز 79 عاماً، مما أثار موجة من الحزن بين معجبيه ومحبي نادي شباب بلوزداد. سالمي، الذي عرف بـ"بيليه الصغير"، خاض 16 مباراة دولية وأمضى 9 سنوات كلاعب في النادي، محققاً لقب الدوري مرتين. وفقاً لمقربين، كانت كلماته الأخيرة عن النادي: "النادي يحتاج إلى أيادٍ تعرف قيمته جيداً". محمد بن علي، مشجع منذ 40 عاماً، قال بحزن: "فقدنا رمزاً حقيقياً".
تعود جذور مسيرة سالمي الذهبية إلى الفترة بين 1967 و2000، سواء كلاعب أو كرئيس لنادي شباب بلوزداد. بينما يعتبر العديد من الخبراء أمثال د. عبد الحميد كرة، أن سالمي كان أعظم مواهب الجزائر، برز تأثيره بشكل لا يُمحى في مسيرة النادي. وفي هذا السياق، شهدت الجزائر سابقاً فقدان أسماء كبيرة مثل صالح عسولة، مما يجعل رحيله جزءاً من سلسلة فقدان أساطير مؤثرة. فأين سيكتب النادي فصلاً جديداً بعظمة ساملي؟
فراق الأسطورة أثر بشكل عميق على الشارع الجزائري، حيث يتبادل الناس ذكريات المباراة التي راوغ فيها بيليه، ويعبرون عن حرقتهم بفقدان رمز وطني. في غضون ذلك، من المتوقع تنظيم مراسم تكريم بحجم إنجازاته والبدء بمبادرات جديدة للحفاظ على ذكراه. تساءل المشجعون: هل سيتجاوز النادي هذه المحنة ويستعيد مجده من جديد؟ الفرصة متاحة لإعادة إحياء إرثه عبر البرامج الوثائقية والتوعوية.
مع رحيل بيليه الصغير، بقي إرثه الذهبي وكلماته الأخيرة عن حب النادي حاضراً في قلوب الجماهير. الأسئلة تُطرح الآن حول ما إذا كانت الأجيال القادمة ستحمل الراية وتظل وفية لقيم الأسطورة. الجميع مدعو لتحمل المسؤولية وتقديم ما يليق بهذا الإرث الفريد. لكن يبقى السؤال المحوري: من سيحمل الراية بعد رحيل آخر الأساطير؟