في تطور مفاجئ يحبس الأنفاس، يتجه اضطراب جوي مداري هائل نحو 500 ألف شخص ينتظرون بقلق في ثلاث محافظات يمنية، بينما ينطلق "وحش مداري" من أعماق المحيط الهندي حاملاً معه قوة تدميرية لم تشهدها المنطقة منذ عقود. الساعات الـ48 القادمة حاسمة، والاستعداد اليوم قد ينقذ آلاف الأرواح غداً، بينما يحذر خبراء الأرصاد من أن هذا الاضطراب قد يغير وجه سقطرى وحضرموت والمهرة إلى الأبد.
وسط هدير الرياح المتزايد وتجمع السحب الكثيفة في الأفق، تكشف التقارير الجوية أن الكتلة الهوائية الرطبة تتحرك بسرعة قطار سريع عبر شمال بحر العرب، مهددة بتحويل الحياة الهادئة في أرخبيل سقطرى إلى كابوس حقيقي. "الوضع يتطور بسرعة غير مسبوقة، ونحن نراقب كل دقيقة" تقول د. فاطمة الجابري، خبيرة الأرصاد، بينما يروي محمد الحريزي، صياد من المهرة: "خسرت قاربي في العاصفة الماضية، والآن أخشى أن أخسر ما تبقى لي." الأرقام تتحدث عن نفسها: 95% من سكان سقطرى يعتمدون على الأمطار الموسمية، وهذا الاضطراب قد يكون نعمة أو نقمة.
التشابه مع إعصار جونو المدمر عام 2007 يثير ذعر الخبراء، فذلك الإعصار أثر على أكثر من مليون شخص ودمر آلاف المنازل. اليوم، يواجه العلماء لغزاً مناخياً جديداً: كتلة هوائية بحجم دولة الإمارات تتحرك كوحش نائم استيقظ من أعماق المحيط. "نشاهد نمطاً جديداً من الاضطرابات لم نعتد عليه" يحذر د. عبدالله المقطري، متخصص المناخ الاستوائي، بينما ترتفع درجات حرارة المحيط وتتغير التيارات الهوائية بشكل جذري، مما يجعل المنطقة أكثر عرضة للكوارث الطبيعية.
في الشوارع المكتظة، يلغي الناس مخططاتهم ويهرعون لشراء المؤن، بينما تنفد المحلات من البضائع الأساسية وتستعد المدارس للإغلاء. رائحة المطر في الهواء والرطوبة العالية التي تلتصق بالجلد تنذر بقدوم شيء عظيم. أمينة سالم من سقطرى تشهد: "الجو يتغير بسرعة غريبة، والطيور تتصرف بشكل مختلف." المزارعون متفائلون بأمطار قد تنعش أراضيهم، لكن الصيادون يخشون من أمواج عاتية قد تبتلع قواربهم. النتيجة؟ إما نهضة زراعية وبيئية تحيي المنطقة، أو كارثة إنسانية تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً.
مع تسارع عقارب الساعة، يبقى السؤال الأهم معلقاً في سماء المنطقة المضطربة: هل نحن مستعدون حقاً لما قد يحمله هذا الوحش القادم من الأعماق؟ الساعات الـ72 القادمة ستكشف ما إذا كان هذا الزائر المداري صديقاً يحمل الغيث المبارك أم عدواً يجلب الدمار. لا تنتظروا... استعدوا الآن قبل فوات الأوان.