في تطور مذهل هز أرجاء محافظة شبوة، كشف اتصال هاتفي تاريخي بين المحافظ ومدير رضوم عن مشروع عملاق سيغير وجه المحافظة إلى الأبد. محطة غازية بقدرة 60 ميجاوات - رقم يعني إنارة 180,000 منزل لأول مرة في تاريخ شبوة، محافظة تنتج الغاز وتصدره للعالم بينما أطفالها يدرسون على ضوء الشموع. الخبراء يؤكدون: هذا قرار سيرسم خارطة جديدة للطاقة في المنطقة خلال الأشهر القادمة.
خلال الاتصال المصيري، استعرض الشيخ عوض محمد بن الوزير، محافظ شبوة، تفاصيل المشروع الذي سيخدم أكثر من ثلاث مديريات كاملة - أي ما يزيد عن 300,000 مواطن سيتنفسون الصعداء أخيراً. "سنجعل رضوم واجهة حضارية لشبوة"، كلمات المحافظ التي تحمل وعداً بنهاية عصر المولدات الصاخبة وبداية عهد الإنارة المستدامة. محمد العوضي، مزارع من رضوم، يروي معاناته: "أضطر لتشغيل مولد الديزل 12 ساعة يومياً بتكلفة 500 ريال، هذا المشروع سينقذ مدخراتي وحياتي."
وراء هذا القرار التاريخي قصة طويلة من المعاناة والآمال المؤجلة. سنوات عديدة عاشتها شبوة، المحافظة الغنية بالنفط والغاز، تحت وطأة انقطاع الكهرباء المستمر. د. أحمد المحضار، خبير الطاقة، يؤكد: "60 ميجاوات تعادل قوة 80,000 حصان تعمل بلا توقف - هذا ليس مجرد مشروع، بل ثورة حقيقية تشبه مشروع السد العالي الذي غيّر مجرى التاريخ في مصر." التوجه الحكومي الجديد نحو استغلال الموارد المحلية لخدمة المواطنين يعكس رؤية طموحة لمستقبل أكثر إشراقاً.
التأثير الحقيقي لهذا المشروع سيطال كل تفصيل في الحياة اليومية للمواطنين. أطفال سيدرسون تحت إضاءة حقيقية بدلاً من الشموع، محلات تجارية ستعمل 24 ساعة لأول مرة، مستشفيات ستقدم خدمات طبية متطورة بفضل استقرار الكهرباء. فاطمة سعيد، ربة بيت من بالحاف، تتذكر بحماس: "عندما وصلت الكهرباء للقرية المجاورة، تغيرت حياتهم تماماً - أتمنى أن يحدث نفس الشيء معنا قريباً." الأستاذ هادي سعيد الخرماء، مدير رضوم، يشارك الرؤية المستقبلية: "البوابة الشرقية ستصبح واجهة سياحية واعدة."
المحطة الغازية بقدرة 60 ميجاوات في منطقة بالحاف ليست مجرد مشروع تقني، بل نقطة تحول حضارية ستضع شبوة على خارطة النهضة التنموية. رضوم، البوابة الشرقية للمحافظة، تستعد لتصبح الواجهة السياحية والحضارية التي طالما حلم بها أبناؤها. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون هذه الخطوة بداية عصر ذهبي جديد لشبوة، أم أن التحديات ستقف عائقاً أمام تحقيق هذا الحلم الكبير؟