في تطور محوري يحبس أنفاس عشاق الكرة اليمنية، يقف المنتخب الوطني على حافة الهاوية مع اقتراب المواجهة المصيرية أمام بروناي. 6 أهداف - هذا هو العدد الصادم للأهداف التي استقبلها دفاع بروناي في مباراتين فقط، ما يجعله أضعف دفاع في المجموعة. نقطة واحدة فقط تفصل اليمن عن المركز الثاني وحلم الوصول لكأس آسيا 2027، في مباراة الخميس القادم التي ستحدد مصير جيل كامل من اللاعبين اليمنيين.
تحت حرارة كوالالمبور الاستوائية اللاهبة، يتصبب لاعبو المنتخب عرقاً في تدريبات مكثفة صباحاً ومساءً، بينما يضع المدير الفني الجزائري نور الدين ولد علي اللمسات الأخيرة لخطته التكتيكية. "نحن نركز على استغلال نقاط الضعف في دفاع بروناي"، يؤكد المنسق الإعلامي محمد فتحي، وسط ترقب شعبي منقطع النظير. أحمد المشجع اليمني، 28 سنة، يعبر عن قلقه: "هذه فرصتنا الذهبية لرؤية منتخبنا في نهائيات آسيا بعد سنوات من الانتظار المرير".
الأرقام تحكي قصة مثيرة عن سباق محتدم: لبنان يتصدر بـ4 نقاط، يليه بروناي بـ3 نقاط، بينما يحتل اليمن المركز الثالث بنقطتين فقط. مثل متسلق جبل يقف على حافة الهاوية، كل خطوة خطأ قد تكون الأخيرة للمنتخب اليمني. التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا 2027 في السعودية تتطلب الحصول على المركز الأول فقط، ما يجعل كل نقطة بوزن الذهب. د. سالم الكروي، محلل كرة القدم، يعلق: "رغم أن بروناي يمتلك أضعف دفاع، إلا أنه يجيد إغلاق المساحات واللعب بنظام دفاعي متأخر ماكر".
على أرض الواقع، تتجاوز أهمية هذه المباراة حدود الملعب لتصل إلى قلوب ملايين اليمنيين الذين يبحثون عن بصيص أمل وسط ظروف بلادهم الصعبة. الفوز سيعني اختصار الفارق مع لبنان والعودة لسباق التأهل، بينما الخسارة قد تدفن حلم جيل كامل لأربع سنوات أخرى. الساعة 11:00 صباحاً في ملعب السلطان حسن البلقية ببندر سري - توقيت مبكر قد يلعب دوراً في تحديد مصير المواجهة. محمد اللاعب، عضو الجهاز الفني، يصف الأجواء: "التدريبات المكثفة رفعت معنوياتنا، لكن الضغط هائل والجميع يدرك حجم المسؤولية".
في نهاية المطاف، يقف المنتخب اليمني أمام معادلة واضحة: إما استغلال ضعف دفاع بروناي وتحقيق الفوز المنشود، أو مواجهة كابوس الخروج المبكر من سباق التأهل. بطاقة تأهل وحيدة متاحة للمتصدر فقط، ونقطة واحدة - أصغر من حجم كرة القدم نفسها - تفصل بين الحلم والكابوس. السؤال المحوري الذي يطرح نفسه: هل سيتمكن ولد علي ولاعبوه من كسر الحاجز النفسي وتحقيق المعجزة، أم أن ضغط اللحظة الحاسمة سيقضي على آمال جيل كامل من عشاق الكرة اليمنية؟