في تطور تاريخي، تتحد أعرق حضارتين في مشروع ثقافي واحد، ولأول مرة في التاريخ، تتجلى شراكة سعودية-فرنسية تُثار في قلب صحراء تحتضن آثاراً عمرها 7000 سنة. بينما يشهد العالم صراعات وانقسامات، تصنع العلا نموذجاً جديداً للتفاهم الحضاري، حيث تمثل "فيلا الحِجر" أول مؤسسة ثقافية سعودية-فرنسية مشتركة. التفاصيل المذهلة لهذا الإنجاز في سياق العلا ستحكي قصص دهشة وافتتان لا تُغفل.
افتتح الأمير بدر بن فرحان ووزيرته الفرنسية رشيدة داتي "فيلا الحِجر" في جو احتفالي يليق بالمناسبة، حيث يعيد هذا المشروع للذاكرة أهمية العلا التي حوت حضارات كانت نقطة التقاء للطريق التجاري الشهير بين الشرق والغرب. وبتكلفة تصل إلى 200 مليار ريال، يتوقع الخبراء استثماراً يعيد تشكيل خريطة السياحة الثقافية العالمية. وصف وزير الخارجية الفرنسي المشروع بأنه "مثل زهرة تتشكل من رمال الصحراء للمبدعين"، ونقل موجة من الحماس الثقافي تجتاح المملكة والعالم، كما صرحت سارة المبدعة، إحدى الفنانات السعوديات، عن فخرها الكبير بهذا الإنجاز.
العلا، التي طالما كانت مركز الحضارات، تشهد الآن تعزيزاً للعلاقات الفرنسية-السعودية بفضل رؤية 2030. كانت افتتاحيات مثل اللوفر أبوظبي خطوات أولية، لكن هذا المشروع يتجاوزها بفضل طبيعته المشاركة والفريدة من نوعها. وفق بعض التوقعات، سيتحول هذا التعاون الجريء إلى تجربة تُحدث تحولات جذرية في السياحة الثقافية العالمية. يشير د. فرانسواز دوبون إلى أن "هذا المشروع سيغير خريطة الثقافة العالمية" مما يجعل العلا وجهة أساسية في الأجندة الثقافية العالمية.
أما التأثير على الحياة اليومية فهو واضح: مع فرص عمل جديدة وتطوير في المهارات، سيشهد السكان تغييراً ملموساً في نمط حياتهم. يتنبأ الخبراء بنمو اقتصادي محلي كبير، وتحول العلا إلى إحدى الوجهات الثقافية العالمية الرائدة. بينما تستعد المملكة لاستقبال ملايين الزوار، يحذر الخبراء من ضرورة الاستعداد الجيد والتخطيط المحكم لاستيعاب هذا التدفق الضخم، إذ يعبر محمد العُلوي، المرشد السياحي المحلي، عن إعجابه الشديد بالتحولات "رأيت العلا تتحول من صحراء هادئة إلى عاصمة ثقافية عالمية".
في الختام، تتوج العلا كجسر ثقافي عالمي، محققة الريادة في المشهد الثقافي بفضل الشراكة التاريخية مع فرنسا. وفيما ينفتح المستقبل على آفاق جديدة، ندعو كافة المستثمرين والفنانين للانخراط في هذا التحول التاريخي، فالسؤال الملح الآن هو: هل أنت مستعد لتكون جزءاً من هذا التحول الحضاري، أم ستكتفي بمراقبته من بعيد؟
