286 إصابة في ليلة واحدة.. هذا ما خلّفته الاحتجاجات العنيفة في المغرب، حيث اشتعلت الشوارع واشتعلت معها موجة من الغضب والدهشة بين السكان والمسؤولين. المغرب الذي يشهد أكثر من 600 احتجاج شهرياً، شهد أعنف ليلة في تاريخه الحديث، ما يرفع المخاوف من تصاعد العنف في مناطق أخرى. بينما تشتعل الشوارع المغربية، تتصاعد المخاوف من انتشار العنف. تفاصيل أكثر في السطور القادمة.
ليلة مرعبة شهدتها عدة مدن مغربية حيث تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف منظم. الأرقام تكشف مدى عنف تلك الليلة: 263 شرطي مصاب، 23 مدني، 409 معتقل، وأضرار بالغة في الممتلكات. "مصالح الوزارة ستواصل أداء واجبها الدستوري في حماية الأمن والنظام العامين"، قال رشيد الخلفي. الأحياء تشهد على الخوف والرعب حيث اختار الناس البقاء في منازلهم بينما كان أحمد العلوي، الشرطي المصاب، يواجه الحجارة التي كانت تتطاير بكثافة.
المغرب الذي اعتاد على 600+ احتجاج شهري سلمي يواجه تحدياً أمنياً جديداً. عوامل متعددة أثارت هذا العنف أبرزها استخدام المتظاهرين للسكاكين والزجاجات الحارقة. مشاهد تذكرنا بأحداث الربيع العربي لكن بطريقة أكثر عنفاً وتنظيماً. خبراء الأمن، مثل د. عبد الله الراشدي، يحذرون من تطور خطير في أساليب العنف لدى المحتجين، مما يستدعي إنذاراً لحماية الاستقرار.
الكثير من المواطنين بدأوا في تجنب المناطق الحساسة، والتجار يغلقون محلاتهم مبكراً خوفاً من عمليات السلب والنهب. المتوقع الآن هو تشديد الإجراءات الأمنية وإعادة النظر في قوانين التظاهر. هناك فرصة ذهبية للحوار الوطني أم بداية لمرحلة أمنية صعبة؟ ردود الأفعال متنوعة بين مؤيد لحزم الحكومة ومنتقد لاستخدام القوة المفرطة، والفاصل الزمني سيحدد الإجابات.
الأحداث الأخيرة التي شهدتها المغرب أعادت للذاكرة صوراً مماثلة من التاريخ الحديث. 286 إصابة و409 اعتقال تكشف حجم التحدي الأمني الجديد في المغرب. هل ستنجح السلطات في احتواء العنف أم أننا أمام تصعيد خطير؟ الوقت حان للحوار الجاد والبحث عن حلول جذرية للمشاكل الاجتماعية. هل المغرب على أعتاب مرحلة جديدة من عدم الاستقرار؟ المراقبون في انتظار الإجابة عن هذا التساؤل المهم.