76 عاماً من الثبات على نفس الموقف، رغم تغير العالم من حولها. في عالم تتغير فيه التحالفات كل يوم، تبقى المملكة الوحيدة التي لم تتراجع خطوة واحدة عن دعم فلسطين. في وقت تشكك فيه أصوات في ثبات الدعم العربي، يخرج صوت الحكمة السعودية ليقطع الشك باليقين. سنكشف الآن التفاصيل وراء هذا الموقف الراسخ.
أعلن الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأسبق، في لقاء تلفزيوني مباشر، أن موقف المملكة من القضية الفلسطينية نابع من إيمان عميق وثابت، وليس نتيجة حسابات سياسية عابرة. السعودية دعمت فلسطين لأكثر من 76 عاماً، ويعتمد عليها 1.8 مليار مسلم في العالم، ضمن 57 دولة إسلامية تتطلع إلى قيادتها. الأمير تركي الفيصل قالها بوضوح: "من أراد أن يحقد فليحقد، فهذا لن يمنعنا من المضي في طريقنا". هذا الإعلان أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل، مع ترحيب شعبي كبير زاد من الثقة في القيادة السعودية.
لطالما كانت المملكة من أوائل الرافضين لقرار تقسيم فلسطين عام 1947، ومحافظتها على موقفها الداعم بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية كان ثابتًا، مرورًا بمبادرة السلام العربية عام 2002، ومواقف القمم العربية، كلها أمور وقفت المملكة خلفها بإصرار. الإيمان الديني والمسؤولية الأخلاقية والقيادة الروحية للمملكة كحارسة للحرمين جعلت مواقفها لا تتغير مع تغير الظروف. الخبراء يتوقعون تصاعد الدور السعودي في حشد الدعم الدولي وتعزيز تأثيرها الإيجابي على الرأي العام العربي والإسلامي.
تعزيز روح التضامن مع الشعب الفلسطيني، رفع المعنويات في الشارع الفلسطيني، وزيادة الفخر بالهوية العربية، كل ذلك يترافق مع تحركات دبلوماسية مكثفة للمملكة لحشد دعم دولي أوسع ورفع مكانتها الإقليمية والدولية. هذه اللحظات تشهد فرصة لتوحيد الموقف العربي رغم محاولات زعزعة الثوابت. الترحيب الشعبي الواسع والدعم من القيادات العربية يتراجع أمام القلق في الأوساط المطبعة.
المملكة تؤكد ثباتها على القضية الفلسطينية كواجب ديني وأخلاقي لا يتغير. من هنا، تُجهّز المملكة لمرحلة جديدة من الجهود لحشد اعتراف دولي بدولة فلسطينية مستقلة. الأمر يتطلب منا جميعاً دعم الجهود السعودية والوقوف خلف القيادة في هذا الموقف التاريخي. في زمن تتغير فيه المواقف كالفصول، ألا يستحق ثبات المملكة على مبادئها كل الاحترام والتقدير؟