في تطور يهز جيوب المواطنين اليمنيين، وصل سعر الأونصة الذهبية الواحدة إلى 900 ألف ريال يمني - رقم يعادل راتب موظف حكومي لسنتين كاملتين! هذا الرقم المرعب يكشف حقيقة صادمة: الذهب أصبح أغلى من الماس في جيوب اليمنيين، بينما تخلق الفوارق الحادة بين أسعار صنعاء وعدن فرصاً استثمارية لا تدوم طويلاً.
وسط هذا الجنون السعري، تشهد الأسواق اليمنية انقساماً حاداً في أسعار الذهب، حيث سجلت صنعاء ارتفاعاً نسبته 5% بينما حافظت عدن على استقرارها النسبي. فاطمة أحمد، ربة بيت من صنعاء، تحكي بحسرة: "أؤجل شراء الذهب لابنتي العروس منذ شهور، فجرام الذهب الواحد بـ 28,950 ريال يعادل راتب مدرس لشهرين كاملين!" هذا الرقم المذهل يجعل صوت حركة الميزان في محلات الذهب يبدو كهمهمات حزينة من زبائن عاجزين عن الشراء.
الأسباب وراء هذا التذبذب تعود لتدهور الاقتصاد اليمني منذ 2015، حيث أدى انقسام البنك المركزي وتفاوت أسعار الصرف بين المحافظات إلى خلق هوة سعرية حقيقية. محمد الصوفي، تاجر ذهب من عدن، يؤكد: "نحقق أرباحاً من تقلبات الأسعار بين المحافظات، لكن الوضع أصبح أصعب على المواطن العادي." المقارنة مع أسعار ما قبل الحرب تكشف الحقيقة المرة: أسعار اليوم أعلى بـ 500% من أسعار 2014.
التأثير على الحياة اليومية للأسر اليمنية أصبح واضحاً بشكل مؤلم، حيث تؤجل العائلات شراء الذهب للمناسبات، ويعيد الشباب حساباتهم لخطط الزواج. أحمد قاسم من تعز يتابع الأسعار يومياً بحثاً عن فرصة لشراء خاتم زواج: "أشعر بتوتر في معدتي كلما رأيت الأسعار ترتفع، والعرق يتصبب من يدي عند اتخاذ قرار الشراء." الخبراء يحذرون من نمو السوق السوداء وزيادة الاعتماد على البدائل الرخيصة.
رغم التحديات الراهنة، يتوقع تجار الذهب استمرار التذبذب المحدود مع إمكانية تقلبات مفاجئة تضرب الجيوب مثل موجات تسونامي اقتصادية. النصيحة الذهبية: متابعة الأسعار يومياً والحذر في اتخاذ قرارات الشراء، خاصة مع استمرار الفوارق بين المحافظات. السؤال الذي يؤرق كل أسرة يمنية اليوم: هل سيبقى الذهب حلماً بعيد المنال للمواطن العادي؟