في تطور صادم هز منطقة الصبيحة بمحافظة لحج، 15 دقيقة فقط تفصل بين قطرة المطر الأولى والسيل الجارف القاتل - والآن السماء تُمطر غزيراً فوق رؤوس آلاف السكان المذعورين. التحذيرات تصرخ من كل مكان: مجاري السيول تتحول لأفاعي مائية قاتلة، والسكان يواجهون كابوساً حقيقياً لم تشهده المنطقة منذ سنوات طويلة.
أم محمد، والدة لخمسة أطفال تقطن بالقرب من مجرى السيل، تروي بصوت مرتجف: "لم نر مثل هذه الأمطار منذ سنوات، الوضع مخيف والأطفال يبكون من الخوف". الشوارع تحولت إلى أنهار جارفة، وصوت قطرات المطر المتواصل يختلط مع أصوات الرعد البعيد في مشهد يحبس الأنفاس. السكان المحليون يحذرون بشدة من المرور بمجرى السيول، حيث تصل سرعة المياه لقوة جرافة عملاقة تجرف كل شيء في طريقها.
هذه الأمطار الغزيرة تُذكّر بكابوس سيول العام 2008 التي دمرت عشرات المنازل في المحافظة، عندما فقد 80% من الضحايا حياتهم بسبب عدم الالتزام بتحذيرات السلامة. الخبراء يؤكدون أن التضاريس الجبلية للمنطقة مع ضعف أنظمة الصرف تجعل الوضع أكثر خطورة، خاصة مع التغيرات المناخية المتزايدة. د. علي الحضرمي، خبير الأرصاد الجوية يحذر: "هذه الأمطار جزء من نمط جوي متغير قد يستمر، والمنطقة على موعد مع تحديات جوية صعبة".
الآن، تعطلت حركة المرور بالكامل في عدة شوارع رئيسية، والأهالي محاصرون في منازلهم يراقبون المياه وهي ترتفع تدريجياً. فاطمة الصبيحي، مقيمة بالمنطقة تصف المشهد: "نشم رائحة التراب المبلل ونشعر بالرطوبة الخانقة، لكن الخوف الحقيقي من السيل الذي قد يجرف منازلنا". أبو أحمد، مزارع محلي استطاع إنقاذ عائلتين من منازلهما، يقول بصوت متأثر: "الطبيعة لا ترحم، وعلينا أن نكون مستعدين لأي طارئ". الكهرباء مقطوعة عن عدة أحياء، والخدمات الأساسية مهددة بالتوقف التام.
مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة، المنطقة تدخل حالة طوارئ حقيقية والسؤال المرعب يطرح نفسه بقوة: هل ستكتفي الطبيعة بهذا التحذير المائي، أم أن الأسوأ قادم في الساعات المقبلة؟ التعليمات واضحة: تجنبوا مجاري السيول، ابقوا في المناطق الآمنة، واستعدوا للأسوأ.