كشفت أحدث أسعار الذهب في الأسواق اليمنية اليوم الجمعة عن فارق مذهل بين أسعار المعدن النفيس في صنعاء وعدن، حيث يباع جرام الذهب عيار 21 في صنعاء بـ 56 ألف ريال، بينما يصل سعره في عدن إلى 178 ألف ريال، مما يعني أن الأسعار في عدن أعلى بأكثر من ثلاثة أضعاف نظيرتها في صنعاء.
يمتد هذا التفاوت الصادم ليشمل أيضاً أسعار الجنيه الذهبي، حيث يتراوح سعره في صنعاء بين 446 ألف ريال للشراء و452 ألف ريال للبيع، في حين يقفز إلى مستويات خيالية في عدن ليتراوح بين 1.326 مليون ريال للشراء و1.351 مليون ريال للبيع.
هذا الانقسام الحاد في أسعار الذهب يعكس بصورة جلية حجم التفكك الاقتصادي بين مناطق السيطرة المختلفة في اليمن، والذي يتجلى بوضوح أكبر عند النظر إلى أسعار صرف الدولار الأمريكي. ففي صنعاء، يبلغ سعر بيع الدولار 536 ريالاً، بينما يرتفع في عدن إلى 1630 ريالاً، أي بفارق يزيد عن الضعفين والنصف.
تشير هذه الفوارق الهائلة إلى وجود اقتصادين منفصلين تماماً يعملان وفق آليات مختلفة، حيث تتحكم كل منطقة في سياساتها النقدية والمالية بشكل مستقل. ويؤثر هذا الانقسام الاقتصادي على حياة المواطنين بصورة مباشرة، خاصة أولئك الذين يسافرون بين المناطق أو يحتاجون لتحويل أموال أو شراء الذهب للمناسبات الاجتماعية.
ويأتي هذا التباين في ظل استمرار الأزمة السياسية والعسكرية في اليمن، والتي تلقي بظلالها على جميع جوانب الحياة الاقتصادية. وتعكس أسعار الذهب والعملات الوضع الاقتصادي المتدهور والانقسام الجغرافي الذي يعيشه البلد منذ سنوات.
كما تظهر هذه الأرقام التحديات الكبيرة التي تواجه المواطنين في مختلف المحافظات، حيث تختلف قدرتهم الشرائية بشكل جذري حسب المنطقة التي يعيشون فيها، مما يخلق تفاوتاً اجتماعياً واقتصادياً إضافياً في بلد يعاني أصلاً من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.