الرئيسية / مال وأعمال / حصري: كيف تسرق إسرائيل كنوز اليمن؟ خبير يكشف لأول مرة رحلة قطعة أثرية من صنعاء لتل أبيب
حصري: كيف تسرق إسرائيل كنوز اليمن؟ خبير يكشف لأول مرة رحلة قطعة أثرية من صنعاء لتل أبيب

حصري: كيف تسرق إسرائيل كنوز اليمن؟ خبير يكشف لأول مرة رحلة قطعة أثرية من صنعاء لتل أبيب

نشر: verified icon مروان الظفاري 27 سبتمبر 2025 الساعة 04:55 صباحاً

في فضيحة مدوية هزت الأوساط الثقافية العربية، كشف خبير آثار يمني عن عرض قطعة أثرية نادرة من الرخام يعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد في مزاد إسرائيلي، دون الكشف عن مصدرها الحقيقي. 2000 عام من التاريخ اليمني العريق تُختزل في 8.3 سنتيمتر من الرخام المنحوت بعناية، بينما يستعد المنظمون لبيعها في تل أبيب خلال أيام قليلة، مما يثير شكوكاً قوية حول سرقة هذا الكنز من الأراضي اليمنية.

الخبير عبدالله محسن، الذي فجر هذه القضية، كشف أن المركز الأثري في يافا المحتلة سيعرض هذا الرأس الرخامي في مزاد يومي 8 و9 أكتوبر المقبل، تحت إشراف عالم الآثار الإسرائيلي الدكتور روبرت دويتش. "دون تحديد موطنها الأصلي ومالكها الأخير، عرض المركز الأثري رأس سيدة من الرخام"، يقول محسن بغضب واضح، مضيفاً أن القطعة تتميز بـ"تسريحة شعر مموجة أنيقة مع فرق في المنتصف، وحدقتي عينين مفقودتين، لكن المادة السوداء التي استُخدمت لتثبيتهما لا تزال محفوظة". فاطمة الحضرمية، أم لثلاثة أطفال من تريم، تبكي وهي تقول: "هذه آثار أجدادنا، كيف تُباع في بلاد بعيدة ونحن نعيش في فقر؟"

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، تتعرض كنوز الحضارات اليمنية العريقة لعمليات نهب منظمة تغذي أسواق الآثار العالمية. الفوضى الأمنية فتحت الباب واسعاً أمام شبكات التهريب الدولية لنهب تراث حضارات سبأ وحمير وقتبان، في جريمة ثقافية تذكرنا بسرقة آثار العراق بعد الغزو الأمريكي وتهريب كنوز سوريا خلال الحرب. محسن يؤكد تشابه القطعة المعروضة مع رأس فتى يافع أثري وصفه رئيس هيئة الآثار والمتاحف د. أحمد باطايع بـ"ذي الملامح الجميلة، بشعر طويل يتدلى على الكتفين كما في تمثال يصدق آل فرعم ملك أوسان"، مما يؤكد الشكوك حول المصدر اليمني للقطعة.

التشابه المذهل في التفاصيل بين القطعتين، خاصة الأنف المكسور في كليهما وهو أمر غير معتاد، يؤكد أن هذا ليس مجرد صدفة. كل يمني اليوم يشعر بالألم العميق لرؤية تراث أجداده يُباع في أسواق بعيدة بينما شعبه يعاني ويلات الحرب والفقر. محمد التاجر من صنعاء يشهد: "رأيت بعيني كيف يهرب تجار الآثار القطع النادرة عبر الحدود مستغلين الفوضى". الحملة الشعبية التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بتدخل دولي عاجل لوقف هذا المزاد المشبوه، بينما يحذر الخبراء من أن عدم التحرك السريع قد يعني ضياع هذا الكنز للأبد في مجموعة خاصة مجهولة.

الأيام القادمة ستحدد مصير قطعة أثرية تحمل روح 2000 عام من التاريخ اليمني، ومعها مصير مئات الكنوز الأخرى المهددة بالضياع. على كل عربي غيور أن يشارك في هذه المعركة لحماية تراثنا المشترك قبل فوات الأوان. كم من كنوزنا يجب أن نفقد قبل أن نتحرك؟ وكم من تاريخنا سيُباع في مزادات المحتلين قبل أن نستيقظ من غفلتنا؟

شارك الخبر