الرئيسية / محليات / عاجل: حملة مكثفة لحماية عدن من الأوبئة... الرش الضبابي يغطي البريقة بالكامل!
عاجل: حملة مكثفة لحماية عدن من الأوبئة... الرش الضبابي يغطي البريقة بالكامل!

عاجل: حملة مكثفة لحماية عدن من الأوبئة... الرش الضبابي يغطي البريقة بالكامل!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 27 سبتمبر 2025 الساعة 03:55 صباحاً

في تطور صحي مصيري يهدد حياة 75% من أطفال عدن، تنطلق حملة إنقاذ عاجلة لمحاربة الموت الصامت المتمثل في الأمراض المدارية الفتاكة. خلال 48 ساعة فقط، تسابق فرق الإنقاذ الزمن لحماية آلاف الأسر من البعوض القاتل الذي حول المدينة الساحلية إلى بؤرة للأوبئة. كل دقيقة تأخير تعني المزيد من الضحايا الأبرياء، والسؤال المحوري: هل سننجح في إنقاذ المدينة قبل فوات الأوان؟

بدلات بيضاء وأقنعة واقية تنتشر كالأشباح في شوارع البريقة، بينما تصدح أصوات ماكينات الرش الضبابي معلنة بدء المعركة ضد العدو اللا مرئي. "نحارب عدواً لا يُرى بالعين المجردة لكن قتاليته أشد من الرصاص"، هكذا يصف أحمد القطيبي، البطل المتطوع البالغ 35 عاماً، مهمته وهو يقود فريقه منذ الفجر عبر أحياء بئر أحمد. 3 مناطق حيوية في قلب عدن تشهد عملية إنقاذ شاملة، فيما تراقب أم محمد من نافذة بيتها وعيناها تفيضان بالدموع، متذكرة ابنها الذي فقدته بسبب حمى الضنك العام الماضي.

المأساة الحقيقية تكمن في تحول عدن، اللؤلؤة الساحلية، إلى بؤرة للأمراض المدارية بفعل مناخها الاستوائي القاسي. الرطوبة العالية والحرارة المداريّة خلقت بيئة مثالية لتكاثر البعوض القاتل، تماماً كما حدث في الخمسينيات عندما اجتاحت الملاريا القارة الأفريقية. د. فاطمة المحضار، أخصائية الأمراض المدارية تؤكد: "الرش الضبابي قد يقلل نواقل الأمراض بنسبة 80% خلال شهر واحد، لكن النجاح يتطلب استمرارية مطلقة." الخبراء يشبهون هذه الحملة بالمطر الاصطناعي الذي يغسل المرض من الهواء، والمنطقة المغطاة تعادل مساحة 500 ملعب كرة قدم.

الليلة الماضية، لأول مرة منذ شهور، استطاعت الأمهات في الصالح وعدن الجديدة النوم دون قلق على أطفالهن، بينما عاد الصغار للعب في الشوارع دون خوف من اللدغات القاتلة. عبدالله سالم، مقيم في الصالح، يروي بامتنان: "شاهدت الفريق يعمل بإخلاص رغم الحر الشديد، إنهم ملائكة حقيقيون." لكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذا الإنجاز، فعودة الحشرات بأعداد أكبر واردة في حال توقف الرش. النتائج المبكرة تشير إلى أن عدن قد تصبح نموذجاً يُحتذى في مكافحة الأمراض المدارية، لكن النجاح يتطلب تعاون كل مواطن.

حملة إنسانية نبيلة، جهود تطوعية مضنية، وهدف واحد مقدس: حماية الأرواح البريئة من الموت الصامت. بينما ينتشر الضباب الأبيض كالأمل في شوارع البريقة، يبقى السؤال المصيري معلقاً في الهواء: هل ستنجح عدن في التحول من بؤرة للأوبئة إلى مدينة آمنة صحياً؟ الإجابة تكمن في مدى التزام كل مواطن بالإرشادات الوقائية والإبلاغ عن أي حالات مشبوهة. السؤال الآن ليس متى ستنتهي الحملة، بل هل سنحافظ على هذا الإنجاز أم سنعود لنقطة الصفر مرة أخرى؟

شارك الخبر