كشفت التسريبات الأخيرة لهاتف OnePlus 15 عن تناقض مثير يضع المستهلكين أمام قرار صعب، حيث تُظهر المعلومات المتسربة أن الهاتف سيتميز بمواد بناء أقوى أربع مرات من التيتانيوم، بينما يأتي في المقابل بمستشعر كاميرا أصغر حجماً من الجيل السابق، مما يثير تساؤلات حول استراتيجية الشركة الصينية في توجيه مواردها التطويرية.
تشير المعلومات المُسربة إلى أن الشركة اعتمدت نهجاً مختلفاً في OnePlus 15 من خلال الاستثمار بكثافة في مواد الهيكل الخارجي بدلاً من تطوير قدرات التصوير. فقد أُكد أن الهاتف يتضمن إطاراً مُغطى بطبقة خزفية خاصة توفر متانة استثنائية تفوق التيتانيوم بأربعة أضعاف، مع ملمس مطفي فاخر يمنح الجهاز مظهراً أنيقاً وإحساساً مميزاً باليد.
في المقابل، تُظهر التسريبات انحسار مواصفات الكاميرا الرئيسية، حيث سيحتوي OnePlus 15 على مستشعر بحجم 1/1.56 بوصة، وهو أصغر بشكل ملحوظ من مستشعر OnePlus 13 الذي يأتي بحجم 1/1.43 بوصة. هذا التراجع في حجم المستشعر قد يؤثر سلبياً على أداء التصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة، وهي منطقة حاسمة في تجربة التصوير الفوتوغرافي الحديثة.
كما تم تأكيد إنهاء الشراكة مع شركة هاسيلبلاد الشهيرة في مجال التصوير، مما يعني أن OnePlus 15 سيعتمد على محرك التصوير الداخلي الجديد المُسمى "DetailMax Engine". هذا التغيير يثير تساؤلات حول قدرة الشركة على الحفاظ على جودة معالجة الصور والألوان التي اشتهرت بها في الأجيال السابقة من خلال التعاون مع العلامة التجارية السويدية العريقة.
ومن ناحية التصميم الخارجي، شهد OnePlus 15 تغييراً جذرياً في شكل وحدة الكاميرا، حيث تخلت الشركة عن التصميم الدائري الذي ميز الأجيال السابقة، واعتمدت بدلاً منه وحدة مربعة مستديرة الحواف تشبه إلى حد كبير تصميمات Google Pixel الحديثة. هذا التغيير في لغة التصميم يعكس رغبة الشركة في تجديد هويتها البصرية، لكنه قد يثير انتقادات حول الأصالة والتميز.
تُشير المعطيات التقنية إلى أن سُمك الهاتف سيصل إلى 8.8 ملم فقط، مما يجعله أرفع من iPhone 17 Pro Max المتوقع. هذا الإنجاز التقني يُظهر قدرة OnePlus على تحقيق التوازن بين المتانة والنحافة، خاصة مع استخدام المواد المتقدمة في البناء. إلا أن هذا التفوق في الهيكل الخارجي يأتي على حساب تطوير قدرات التصوير الداخلية.
كما تُشير التسريبات إلى تقليص حجم محرك الاهتزاز في الجهاز، مما قد يؤثر على جودة الاستجابة اللمسية أثناء الاستخدام، وهي ميزة مهمة خاصة للاعبين والمستخدمين الذين يعتمدون على الإشارات الاهتزازية في تطبيقاتهم اليومية.
يضع هذا التناقض بين القوة الهيكلية وتراجع الكاميرا المستهلكين أمام خيارات صعبة. فالمستخدمون الذين يبحثون عن هاتف متين وأنيق قد يجدون في OnePlus 15 خياراً مثالياً، بينما عشاق التصوير الفوتوغرافي قد يشعرون بخيبة أمل من التراجعات في مواصفات الكاميرا.
من المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن OnePlus 15 في شهر أكتوبر المقبل، وحتى ذلك الحين ستستمر التسريبات في إثارة الجدل حول الاتجاه الجديد للشركة وما إذا كان هذا التوجه سيلقى قبولاً من جمهورها التقليدي الذي اعتاد على توقع التحسينات الشاملة في كل جيل جديد.
