في تطور صاعق يبرز ريادة السعودية في التصدي للكوارث الطبيعية، حققت المملكة إنجازًا تاريخيًّا بإنهاء 50% من المواقع الخطرة المعرضة للسيول في ثلاث سنوات فقط. مع أكثر من 8 ملايين متر من الأنابيب الواقية، تبدو السعودية وكأنها أقوى من أي وقت مضى في مواجهة الأمطار المتوقعة. مع اقتراب موسم الأمطار، هل نحن مستعدون؟ الحكومة جاهزة بخطط طوارئ لا تقبل الفشل.
في خطوة استثنائية، أعلنت وزارة البلديات السعودية عن استكمال أكبر استعداداتها حتى الآن لمواجهة موسم الأمطار القادم. والفضل في ذلك يعود لتقنيات ثورية ومعدات لم تشهدها المملكة من قبل، مع تقليل عدد المواقع الخطرة من 600 إلى 300 موقع فحسب. وفقًا لمتحدث الوزارة: "هذا العام مختلف، لدينا أسلحة تقنية لم تكن متوفرة من قبل". آلاف العائلات تنتظر هذا الموسم بفارغ الصبر، حيث ستنام قريرة العين.
ذكريات الفيضانات المدمرة في جدة 2009 و2011 التي أودت بحياة العشرات جعلت هذه الاستعدادات أكبر من أي وقت مضى. تعلمت المملكة دروسًا قاسية من الماضي، مما أهلها للاستثمار الضخم في البنية التحتية المتكاملة تماشيًا مع رؤية السعودية 2030. من جدة الغارقة إلى جدة المحمية، رحلة تحول تاريخية لن تُنسى. الخبراء يتوقعون موسماً مطرياً نشطاً، لكن مهندسو المياه واثقون من جاهزيتهم.
التأثير على حياة الناس قد يكون عظيمًا؛ لا مزيد من الخوف عندما يزمجر الرعد. النتائج المتوقعة تتسم بالنموذج السعودي المصدَّر للعالم والثقة المتنامية بالقطاع الحكومي. بينما تعتبر فرصة للاستثمار في تقنيات الإدارة الذكية، يبقى تحدي الطبيعة قائمًا ويتطلب الحذر. المقيمون متفائلون، والخبراء معجبون، والمنتقدون حذرون، والمواطنون ممتنون. هذه الاستعدادات تعكس بوضوح قوة المملكة في التصدي للطبيعة.
منخفضة إلى 300 موقع خطر، من الردود المتأخرة إلى الحلول الاستباقية، هذه السنة قد تكون تلك اللحظة الحاسمة. السعودية عاكفة على التحول إلى مركز قوي لإدارة الكوارث الطبيعية على مستوى العالم. لا تفوتوا فرصة التسجيل على التطبيق "بلدي" وكن جزءاً من نظام الحماية الوطني. أخيرًا، نطرح السؤال: هل ستكون هذه السنة التي نقول فيها وداعاً نهائياً لكوابيس السيول؟ الإجابة تكمن في الشبكة الضخمة تحت الأرض التي تحمي حياتنا كل يوم.