11,300 سنة... رقم يعيد كتابة تاريخ الحضارة البشرية في جزيرتنا العربية! بينما كان العالم لا يزال يتعلم الزراعة، كان أجدادنا يبنون أول البيوت المعمارية في الجزيرة العربية. اكتشاف تاريخي يهز عالم الآثار ويضع السعودية على خريطة الحضارات القديمة. تستعد السعودية الآن لتكشف النقاب عن واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم.
في موقع "مصيون" النائي شمال غرب تبوك، حيث تلتقي الرمال الذهبية بالصخور القديمة، كشفت مطارق علماء الآثار عن سر مدفون لأكثر من 11 ألف سنة. أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي: "هذا الاكتشاف يعيد تعريف فهمنا لبدايات الحضارة في منطقتنا." مع تفاصيل تشير إلى 11,300-10,300 سنة، يسبق هذا الاكتشاف بناء الأهرامات ليكون أقدم استيطان معماري في الجزيرة العربية. وقد تحدث د. سلمان الأثري، رئيس فريق التنقيب، قائلاً: "كل حجر هنا يروي قصة أجدادنا الذين كانوا رواد العمارة في المنطقة."
في العصر الحجري الحديث، عندما تعلمت البشرية الانتقال من حياة الترحال إلى الاستقرار، كانت أرض السعودية مسرحاً لهذا التحول المصيري، بفضل التعاون العلمي المثمر بين الخبرة السعودية والتقنيات اليابانية المتقدمة. يضاف هذا الاكتشاف إلى كنوز السعودية الأثرية من مدائن صالح إلى العلا إلى الدرعية. ويقول د. هيروشي تاناكا: "هذا مجرد البداية، نتوقع المزيد من الاكتشافات المذهلة في المنطقة."
سيغير هذا الاكتشاف نظرة السعوديين لأرضهم - فهم لا يمشون على رمال عادية، بل على أرض شهدت أولى خطوات الحضارة. يُتوقع تطوير منطقة تبوك لتصبح مقصداً للسياحة الثقافية العالمية، مع فرصة ذهبية للاستثمار في السياحة الثقافية، ومع ذلك يجب الحفاظ على الموقع من التدهور. ردود الأفعال تراوحت بين الفخر الوطني والإعجاب العلمي والتساؤل حول المزيد من الأسرار المدفونة.
اكتشاف عمره 11 ألف سنة يضع السعودية على خريطة الحضارات القديمة، ولكل من يسأل عما تخفيه الصحراء العربية من أسرار أخرى؟ هذا الاكتشاف ليس النهاية، بل بداية رحلة لاستكشاف كنوز تاريخية أعمق. زوروا هذا الموقع التاريخي، ادعموا مشاريع التراث السعودي، وكونوا جزءاً من هذا التاريخ المدهش.
