في لحظة واحدة، توقفت عجلة الحياة في الشارقة... أكثر من 1.7 مليون قلب ينبض بالحزن على فقدان الشيخ سلطان بن خالد بن محمد القاسمي. بعد قرون من الحكم القاسمي، تودع الشارقة أحد أبنائها النجباء في مشهد يجسد عراقة التقاليد الإماراتية. غداً في تمام العاشرة صباحاً، ستشهد الشارقة لحظة تاريخية لن تُنسى.
نعى ديوان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المغفور له الشيخ سلطان بن خالد بن محمد القاسمي، والذي وافته المنية اليوم الاثنين 30 ربيع الأول 1447 هجرية، الموافق 22 سبتمبر 2025. سيسجل الحداد الرسمي لمدة 3 أيام تبدأ من يوم غد الثلاثاء، حيث ستقام صلاة الجنازة في مسجد الملك فيصل في تمام الساعة 10 صباحاً.
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية"، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى ديوان صاحب السمو حاكم الشارقة الفقيد، ويقدم التعازي الخالصة لأهله وذويه وعموم آلِ القواسم الكرام. سيُدفن جثمانه في مقبرة الجبيل عقب الجنازة، مع فتح أبواب مجلس الشيخ فيصل بن خالد بن محمد القاسمي لتقبل التعازي على مدار ثلاثة أيام.
مثيلة لفقد الشيخ زايد رحمه الله، تمر الإمارات بلحظات تضامن وحزن، حيث تنتشر الأخبار بسرعة تتجاوز سرعة الضوء، مثل شعاع يُضيء أركان الوطن. الحزن ينتشر في الشارقة كانتشار المطر الهادئ، يلامس كل بيت وكل قلب، والجميع يستعد للمشاركة في الجنازة، مما يعكس عمق التقاليد الإماراتية واحترامها للعائلة الحاكمة.
الحياة اليومية ستشهد توقفاً جزئياً للأعمال، وتزدحم المساجد بالجموع لأداء الصلاة، في حين يتم تأجيل العديد من المناسبات العامة. لكن، هذه الظروف تقدم أيضاً فرصة لتعزيز قيم التضامن والوحدة الوطنية، مع توقعات باستمرار التقاليد وإحياء الذكريات بتخليد ذكرى الفقيد عبر مشاريع مستقبلية.
في زمن يتسارع فيه كل شيء، ألا تستحق تقاليدنا العريقة أن نحافظ عليها كما يحافظ النهر على مجراه؟ لذلك، يجب على الجميع المشاركة في الجنازة والدعاء للراحل، مع الالتزام بالبقاء موحدين في الحفاظ على الأسس التي قامت عليها ثقافتنا وإرثنا العريق.