في تطور لم يسبق له مثيل، بعد عقود من الانتظار، شهد العالم موجة اعترافات جديدة بدولة فلسطين، حيث اعترفت أربع دول غربية في يوم واحد بالدولة التاريخية، منها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال. هذه الاندفاعة الاستثنائية للاعتراف تشكل جزءًا من تحول جذري لمواقف القوى الكبرى تجاه فلسطين.
الدكتورة فارسين أغابيكيان، وزيرة الخارجية الفلسطينية، أكدت أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم القوي من المملكة العربية السعودية. فارسين قالت إن الدعم السعودي كان حاسمًا في دعم الجهد الدولي لتجسيد "حل الدولتين"، والذي أدى إلى إعلان نيويورك الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ظلت القضية الفلسطينية بلا حل منذ تأسيس الأمم المتحدة قبل 80 عامًا، لكن هذا التحرك الجديد يشبه انهيار جدار برلين، حيث انكسرت حواجز الرفض الدولي بشكل دراماتيكي. د. محمود الدبلوماسي، خبير العلاقات الدولية، يصف التغيير بأنه يحتوي على طاقة إعصار بعد عقود من الركود.
أما بالنسبة للشارع الفلسطيني والعربي، فإن الأمل والتفاؤل يملؤان الأجواء. أحمد، أحد المهجرين من غزة، يقول: "هذا الاعتراف يعطينا أملاً بأن معاناتنا لم تذهب سدى". بينما يصف فلسطينيون في الشتات الخطوة بأنها بارقة أمل جديدة.
لكن الأمر لا يخلو من التحديات، إذ يعرب الإسرائيليون عن قلقهم الشديد من تزايد العزلة الدولية وتآكل الشرعية. الخبراء يتوقعون المزيد من الاعترافات خلال الأسابيع القادمة، واحتمال حدوث مفاجآت غير متوقعة، كاعتراف أمريكي مشروط.
المؤتمر المخطط له في نيويورك لن يكون حدثًا عابرًا بل بداية لموجة أكبر من الدعم الدولي. الأنظار تتجه الآن إلى الخطوة الفرنسية المتوقعة وإمكانية اعتراف دول أخرى خلال الفترة المقبلة.
فهل يشهد العالم نهاية محتملة لأطول صراع في تاريخ الأمم المتحدة؟ الفلسطينيون والعرب مدعوون الآن لاستغلال هذا الزخم لتحقيق مكاسب دبلوماسية وسياسية جديدة تتجاوز مجرد الاعتراف بالشكل الرسمي.