توج المنتخب العراقي الأول لكرة القدم بلقب كأس ملك تايلاند للمرة الثانية على التوالي، بعد فوزه الثمين على مضيفه التايلاندي بهدف نظيف على ملعب كانشانابوري الدولي. وحقق "أسود الرافدين" هذا الإنجاز رغم إكمال المباراة بتسعة لاعبين فقط، في مشهد عكس قوة الإرادة والتصميم لدى اللاعبين العراقيين.
كان مهند علي "ميمي" هو صانع المجد العراقي في هذه المباراة، حيث سجل هدف الفوز الوحيد في الدقيقة 75 بضربة رأس رائعة من تمريرة متقنة أرسلها إبراهيم بايش من الجهة اليمنى. وجاء هذا الهدف في توقيت مثالي عندما بدأت المباراة تتجه نحو الوقت الإضافي.
شهدت المواجهة أحداثاً دراميتيكية متنوعة، بدءاً من إصابة المدافع زيد تحسين في الدقيقة 33 ودخول سجاد جاسم بديلاً عنه، مروراً بإلغاء الحكم لهدف تايلاندي في الدقيقة 67 بداعي التسلل بعد مراجعة تقنية الفيديو، وصولاً إلى التغييرات التكتيكية الذكية التي أجراها المدرب الأسترالي جراهام أرنولد بإشراك مهند علي وفرانس بطرس ومناف يونس في الدقيقة 62.
تحول المشهد الاحتفالي إلى موقف محرج عندما تعرض فرانس بطرس للطرد في الدقيقة 76، تبعه طرد مهند علي نفسه في الدقائق الأخيرة بعد سلوك غير رياضي تمثل في ركل أحد لاعبي تايلاند بطريقة متهورة. هذا التصرف أثار غضب اللاعبين التايلانديين وأدى إلى اشتباكات جانبية تدخل العقلاء لإنهائها، مما ألقى ظلالاً على الفرحة بالهدف الذي سجله.
رغم النقص العددي الواضح، تمكن المنتخب العراقي من الحفاظ على تقدمه وإدارة الشوط الأخير بحكمة، مستفيداً من خبرة لاعبيه وتنظيمهم التكتيكي الجيد. وكادت تايلاند أن تدرك التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت الإضافي، لكن الفرصة الذهبية خرجت بجوار المرمى العراقي.
يأتي هذا التتويج في إطار استعدادات المنتخب العراقي المكثفة لخوض منافسات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026، حيث سيواجه إندونيسيا في الحادي عشر من أكتوبر المقبل، ثم السعودية في الثالث عشر من الشهر نفسه. وكان المنتخب العراقي قد تأهل للنهائي بعد فوزه على هونغ كونغ بنتيجة 2-1 في نصف النهائي الخميس الماضي، بينما بلغت تايلاند النهائي بفوزها على فيجي 3-0.