أثار رودريغو هيرنانديز، نجم مانشستر سيتي والمنتخب الإسباني، موجة من الدهشة بتصريحات صادمة حول جائزة الكرة الذهبية التي حصل عليها العام الماضي، حيث وصفها بأنها "غير مفيدة" له، مضيفاً أنها كانت مجرد "نسمة هواء" خلال فترة إصابته الطويلة بتمزق الرباط الصليبي. كما فاجأ الجميع بإعلانه استعداده لتسليم "مفاتيح المنتخب" لزميله مارتن زوبيميندي.
كشف رودري خلال المؤتمر الصحفي التقديمي لمواجهة تركيا في تصفيات كأس العالم 2026، عن منظوره الفلسفي حول قيمة الجوائز الفردية مقارنة بالصحة والعافية. اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً أكد أن "الإصابة كانت أهم بكثير من الكرة الذهبية"، مشيراً إلى أن فوزه بالجائزة جاء بعد شهر واحد فقط من تعرضه للإصابة المدمرة في الرباط الصليبي للركبة اليمنى خلال مواجهة أرسنال في سبتمبر الماضي.
وفي تصريح يعكس تواضعه الاستثنائي، قال رودري: "أنا سعيد بهذا التقدير، لكنه لا يفيدني بشيء. أريد أن أبقى اللاعب نفسه وأستعيد مستواي السابق". هذا الموقف يبرز شخصية رياضي يضع الأداء والمساهمة الفعلية في الملعب فوق الاعتراف الفردي، رغم أن الكرة الذهبية تُعتبر أرفع الجوائز في عالم كرة القدم.
ومن الناحية التكتيكية، أعلن رودري عن استعداده لتمرير الشعلة لزميله الأصغر مارتن زوبيميندي، لاعب آرسنال البالغ من العمر 26 عاماً. في خطوة تعكس نضجه القيادي، قال رودري: "تحدثت إليه في اليوم التالي، وأخبرته أن وقته قد حان وأنني سأترك له مفاتيح الفريق". هذا التصريح يشير إلى رؤية رودري لمستقبل خط وسط المنتخب الإسباني وثقته في قدرات زوبيميندي الذي انضم حديثاً لآرسنال.
وصف رودري زوبيميندي بأنه "لاعب رائع ولديه الانضباط والعقلية اللازمان من أجل أن يكون الأفضل"، مضيفاً أن "تطوره مدهش، وقد يجعله من الأفضل في مركزه". هذا الثناء يأتي من لاعب حقق 23 انتصاراً متتالياً مع المنتخب الإسباني تحت قيادة المدرب لويس دي لا فوينتي، مما يعطي وزناً إضافياً لتقييمه.
على صعيد التعافي البدني، أكد رودري أنه يشعر بحالة ممتازة حالياً بعد عودته تدريجياً للملاعب. شارك بديلاً في مباراة المنتخب الإسباني ضد بلغاريا التي انتهت بفوز 3-0، حيث دخل في الدقيقة 62، مما يشير إلى تقدم ملحوظ في برنامج تأهيله. وقال: "حتى الآن لعبت مباراتين في هذا الموسم مع النادي وخضت مباراة كاملة، وأنا الآن أسعى للعودة إلى مستواي في أسرع وقت ممكن".
وفيما يتعلق بسباق الكرة الذهبية لعام 2025، المقرر إقامة حفلها في 22 سبتمبر الجاري، أظهر رودري موضوعية رياضية بارزة. رغم تمنيه فوز مواطنيه لامين يامال أو بيدري، إلا أنه أقر بأن لاعبي باريس سان جيرمان مثل عثمان ديمبيلي أو فيتينيا يستحقون الجائزة أكثر بناء على الإنجازات الجماعية. وقال: "من حيث الاستحقاق الرياضي، الأرجح أن يكون ديمبيلي أو فيتينيا"، مشيراً إلى الموسم الاستثنائي لباريس سان جيرمان الذي حقق أربعة ألقاب بما فيها دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.