أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني تحذيراً عاجلاً يشمل سبع مناطق في المملكة العربية السعودية، مع توقعات باستمرار الأمطار الرعدية وتساقط البرد لمدة خمسة أيام متتالية حتى الخميس المقبل، مما يستدعي اتخاذ إجراءات سلامة فورية لحماية الأرواح من مخاطر السيول المحتملة.
تصدرت منطقة مكة المكرمة قائمة المناطق الأكثر خطورة، حيث تواجه أمطاراً متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بسيول جارفة وتساقط البرد ورياح هابطة مثيرة للأتربة. وتشمل المدن المعرضة للخطر الطائف وميسان وأضم والعرضيات والمويه وتربة والخرمة ورنية والليث والقنفذة، بينما تشهد العاصمة المقدسة والجموم والكامل وبحرة هطولات أقل شدة.
أما مناطق جازان وعسير والباحة فتستعد لمواجهة تحديات مناخية صعبة مع توقع هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة قد تؤثر على البنية التحتية والطرق الجبلية. وحذرت المديرية من أن الطبيعة الجغرافية لهذه المناطق تزيد من سرعة تشكل السيول وانحدارها من المرتفعات إلى المناطق المنخفضة، مما يضاعف من مستوى الخطورة على السكان والممتلكات.
في المقابل، تشهد مناطق المدينة المنورة والرياض ونجران هطولات أقل حدة تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة، إلا أنها قد تسبب تباطؤاً في حركة المرور وتزيد من احتمالات وقوع حوادث على الطرق السريعة، خاصة مع ضعف الرؤية الناتج عن الأمطار والضباب.
شددت المديرية على ضرورة البقاء في أماكن آمنة والابتعاد نهائياً عن مناطق تجمع السيول والأودية، مع منع السباحة في هذه المناطق تجنباً للحوادث المميتة التي تشهدها المملكة سنوياً خلال مواسم الأمطار. كما أكدت أهمية متابعة التحذيرات الرسمية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، معتبرة الاستجابة السريعة لهذه التعليمات خط الدفاع الأول ضد الكوارث الطبيعية.
ونصحت المديرية بتجنب المغامرة والخروج إلا للضرورة القصوى، خاصة في المناطق المعرضة لتشكل السيول. وحذرت من أن السيول في مناطق مثل الطائف والباحة قد تكون شديدة الخطورة نظراً للطبيعة الجغرافية التي تسهل جريان المياه بسرعة كبيرة من المرتفعات إلى السهول.
تعكس هذه الحالة الجوية الاستثنائية التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها منطقة الخليج، مما يضع ملف إدارة المخاطر الطبيعية في مقدمة الأولويات الحكومية ضمن رؤية المملكة 2030. ويؤكد الخبراء ضرورة تطوير أنظمة الإنذار المبكر والاستثمار في البنية التحتية الذكية القادرة على التعامل مع الظواهر المناخية الطارئة.
وتعمل الجهات المختصة على مراقبة الوضع الجوي لحظة بلحظة، مع تفعيل خطط الطوارئ في المناطق الأكثر عرضة للخطر. كما تحرص البلديات على تهيئة شبكات تصريف المياه، رغم أن كثافة الأمطار المتوقعة قد تتجاوز الطاقة الاستيعابية لهذه الشبكات في بعض المواقع.
مع تزايد احتمالية تأثير الحالة المطرية على قطاع التعليم، تنتظر إدارات التعليم في المناطق المتأثرة اتخاذ قرارات بشأن تعليق الدراسة غداً في المدارس والجامعات، حرصاً على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية وتجنب المخاطر المرتبطة بالتنقل أثناء الظروف الجوية القاسية.
يأتي هذا التحذير في وقت تسعى فيه المملكة لتعزيز ثقافة السلامة المجتمعية، من خلال حملات توعوية شاملة تركز على أهمية الوقاية والاستعداد للطوارئ. وتشدد المديرية على أن الحفاظ على الأرواح يبقى الأولوية القصوى، داعية الجميع للتحلي بالمسؤولية الجماعية والالتزام بتعليمات السلامة حتى انتهاء الحالة الجوية.
تشير البيانات الأولية إلى أن معدلات الأمطار قد تستمر في الارتفاع خلال الأيام المقبلة، ما يتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية والالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة، مع ضرورة تجنب السفر غير الضروري والبقاء في أماكن آمنة حفاظاً على سلامة الجميع.
