الرئيسية / شؤون محلية / رحيل المحسن الصامت: الشيخ الزامل ترك إرثاً خيرياً مستداماً منذ عنيزة حتى العالمية
رحيل المحسن الصامت: الشيخ الزامل ترك إرثاً خيرياً مستداماً منذ عنيزة حتى العالمية

رحيل المحسن الصامت: الشيخ الزامل ترك إرثاً خيرياً مستداماً منذ عنيزة حتى العالمية

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 07 سبتمبر 2025 الساعة 10:50 صباحاً

رحل عن عالمنا اليوم السبت أحد أبرز رموز العطاء في المجتمع السعودي، الشيخ محمد بن عبدالله العلي الزامل، تاركاً وراءه إرثاً خيرياً مستداماً امتد من مسقط رأسه في عنيزة ليصل إلى المستوى العالمي، في مسيرة حافلة بالبذل والعطاء والأعمال الإنسانية النبيلة.

أقيمت الصلاة على الفقيد عقب صلاة العصر في جامع الملك فهد بمدينة الخبر، حيث شيع جثمانه الطاهر إلى مقبرة الثقبة وسط حضور جمع غفير من أهالي المنطقة ومحبيه الذين جاءوا لتوديع رجل ترك بصمات لا تُمحى في قلوب الناس.

ولد الشيخ الزامل عام 1349 هجرية في مدينة عنيزة، حيث نشأ في بيئة أسرية مترابطة تحتضن قيم المحبة والتعاون الأصيلة. انتقل في سنوات شبابه المبكرة إلى البحرين، قبل أن يستقر نهائياً في منطقتي الخبر والدمام، مشاركاً عائلته في مجال التجارة ومساهماً بفعالية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة الشرقية.

تميز الراحل برؤيته الاستثنائية للعمل الخيري المؤسسي، حيث أسس صندوقاً خاصاً بأوقاف الأسرة وخصص جزءاً كبيراً من ثروته لتغذية هذا الصندوق بشكل مستمر. هذه المبادرة الرائدة لم تقتصر على دعم الأسرة فحسب، بل امتدت لتشمل شرائح واسعة من المجتمع، فوصل عطاؤه إلى الطلاب والنساء والأيتام والفقراء، إضافة إلى تمويل مشروعات إنسانية وخدمية متنوعة داخل المملكة وخارجها.

آمن الشيخ الزامل بعمق بفلسفة الوقف كصدقة جارية تستمر منافعها بعد رحيل الإنسان، وأكد دائماً أن إدارة الأوقاف برؤية جماعية من أفراد الأسرة يعزز روح الترابط بينهم ويجعل دائرة العطاء أوسع وأكثر تأثيراً في المجتمع. هذا المنهج الحكيم حول أوقاف الأسرة إلى مؤسسة خيرية فاعلة تواصل عطاءها المبارك حتى بعد رحيله.

كان الفقيد نموذجاً حياً للقدوة في العمل المجتمعي، حيث حرص على حضور اللقاءات الأسرية الدورية ودعمها بالرأي والمشورة النافعة، مؤكداً باستمرار على أهمية تماسك العائلة والترابط بين أفرادها. كما ساهم بسخاء في دعم الجمعيات الخيرية المختلفة، وقدم المساندة المستمرة للمحتاجين والمعوزين دون تمييز أو تفضيل.

يُذكر أن الشيخ محمد الزامل عُرف بكرمه الفياض وتواضعه الجم، وكان يرى في العمل الخيري رسالة سامية تستحق التفاني والاستمرارية. إن رحيل هذا المحسن الصامت يمثل خسارة حقيقية للمجتمع السعودي، لكن إرثه الخيري المؤسسي سيبقى شاهداً على عطائه ونموذجاً يُحتذى به في ميادين الخير والبر للأجيال القادمة.

شارك الخبر