يعتمد المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي في السعودية على شبكة ضخمة تضم 240 محطة موزعة استراتيجياً عبر المملكة لمراقبة نقاء الهواء على مدار الساعة، حيث تحلل هذه المحطات ستة عناصر أساسية تحدد جودة الهواء الذي يتنفسه ملايين المواطنين والزوار يومياً.
كشف الدكتور محمد الدغريري، مدير البيانات البيئية بالمركز، أن محطات الرصد تحلل العناصر الملوثة وفقاً للائحة التنفيذية لجودة الهواء، وتشمل الجسيمات الدقيقة PM10 وPM2.5 التي تعد من أخطر الملوثات على الجهاز التنفسي.
تشمل العناصر الخمسة الأخرى التي تراقبها المحطات أكاسيد النيتروجين المنبعثة من المركبات والمصانع، والأوزون الذي يتشكل في الطبقات السفلى للغلاف الجوي، إضافة إلى أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت اللذين ينتجان عن احتراق الوقود الأحفوري. هذه العناصر الستة تشكل مؤشراً شاملاً لتقييم نقاء الهواء ومدى خطورته على الصحة العامة.
تتركز محطات الرصد في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل الرياض وجدة، والمدن المقدسة كمكة المكرمة والمدينة المنورة، خاصة مع ارتباطها الوثيق بمواسم الحج والعمرة التي تستقبل ملايين الزوار سنوياً. هذا التوزيع الاستراتيجي يضمن حماية صحة الحجاج والمعتمرين من التعرض لمستويات ضارة من التلوث.
يحرص المركز على نشر مؤشرات جودة الهواء بشكل يومي عبر منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية، مما يمكن الجمهور من اتخاذ قرارات مدروسة حول أنشطتهم اليومية وتجنب المناطق التي تشهد ارتفاعاً في نسب التلوث. هذا النظام المتطور يعزز الوعي البيئي ويساهم في الحفاظ على صحة المجتمع، خاصة فئات الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي الذين يكونون أكثر تأثراً بتدهور جودة الهواء.
