وجه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اتهامات قاسية لإسرائيل بتدمير صدقية القانون الدولي تماماً كما دمرت الحياة في قطاع غزة، محذراً من أن 2.3 مليون فلسطيني يواجهون خطر المجاعة وسط عجز دولي عن تطبيق القانون الذي يجرم جرائم الحرب.
جاءت تصريحات الصفدي خلال ندوة حول القانون الدولي والنظام متعدد الأطراف في إطار منتدى بليد الاستراتيجي العشرين، حيث انتقد بشدة انهيار منظومة العدالة الدولية أمام الممارسات الإسرائيلية في غزة.
سمو وزير الخارجية الأمير #فيصل_بن_فرحان @FaisalbinFarhan يتلقى اتصالاً هاتفياً من معالي وزير خارجية البوسنة والهرسك السيد ألمدين كوناكوفيتش. pic.twitter.com/AGK3H2CuSm
— وزارة الخارجية (@KSAMOFA) September 5, 2025
وأكد الوزير الأردني أن إسرائيل ترتكب المجازر وتستخدم التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن النظام الدولي اعتاد قتل الأبرياء وتجويعهم لدرجة أن مقتل 150 إنساناً خلال 24 ساعة لا يحدث ردة فعل دولية مناسبة.
وقال الصفدي في كلمته: "حين يؤخذ 2.3 مليون إنسان رهائن، ويتركون ليواجهوا الموت جوعاً، ويعجز العالم عن فعل شيء، فذلك يعبر بوضوح عن خلل جسيم في نظامنا الدولي وفي منظومة العمل المتعدد الأطراف".
وحذر الوزير من خطورة استمرار تطبيق القواعد الدولية بانتقائية، مؤكداً أن ذلك يفقد النظام المتعدد الأطراف مصداقيته وقدرته على القيام بدوره الحقيقي في حفظ السلام والأمن الدوليين.
واعتبر الصفدي أن عجز المجتمع الدولي عن منع المجاعة التي أوجدتها إسرائيل في غزة مؤشر خطير على أن الإنسانية المشتركة تمر بأزمة حقيقية، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية عدم استخدام الأدوات المتاحة في القانون الدولي لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية تواصل عدوانها وتدمير فرص السلام لأنها لم تواجه موقفاً دولياً رادعاً، محذراً من أن السماح لإسرائيل بأن تكون فوق القانون الدولي يحمل تبعات خطيرة للعالم كله.
وخلال مشاركته في المنتدى، أجرى الصفدي محادثات موسعة مع نظيرته السلوفينية تانيا فايون، حيث ثمن المواقف السلوفينية الثابتة في إدانة العدوان على غزة، بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنع تصدير السلاح إلى إسرائيل وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين.
كما التقى الصفدي خلال المنتدى بوزير الشؤون الخارجية السلوفاكي يوراي بلانار، ووزير الخارجية البوسني إلمدين كوناكوفيتش، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريك، لبحث سبل تعزيز التنسيق الدولي حول الأزمة الإنسانية في غزة.
وأكد الوزير الأردني أن ما يقوم به الأردن هو امتداد لعمله منذ عقود من أجل تحقيق سلام عادل ودائم يوفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، مشدداً على أن حل الدولتين يبقى السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل.
وشارك في الندوة إلى جانب الصفدي كل من وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزير الشؤون الخارجية السلوفاكي يوراي بلانار، ووزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غلاغير، مما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بالبحث عن حلول للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
