تشهد محافظة صبيا في منطقة جازان تحولاً جذرياً نحو وجهة سياحية عالمية بفضل استثمارات ضخمة تبلغ 2.2 مليار ريال لتنفيذ 123 مشروعاً تنموياً واستثمارياً وسياحياً، حيث تعيد هذه المشاريع تشكيل هوية المحافظة لتصبح نموذجاً مثالياً يجمع بين عراقة التراث وحداثة التطوير.
وفق ما أعلنه المهندس يحيى الغزواني أمين منطقة جازان، فإن حجم الاستثمارات الضخمة يعكس الاهتمام الحكومي بتطوير المحافظة ضمن منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية والخدمات والمرافق السياحية والاستثمارية، مما يضعها على خريطة سياحة صبيا الناشئة بقوة في المشهد السياحي السعودي.
تتوزع هذه المشاريع الطموحة على مراحل متعددة، حيث اكتملت المرحلة الأولى بنجاح شامل شملت 65 مشروعاً بتكلفة إجمالية قدرها مليار و315 مليون ريال، تضمنت 44 مشروعاً بلدياً ركز على تطوير شبكات الطرق والسفلتة وخدمات النظافة والبنى التحتية الأساسية، إضافة إلى مشاريع هندسية متقدمة لدرء أخطار السيول، و15 مشروعاً استثمارياً نوعياً، و5 مشروعات إسكانية حيوية شملت إسكان صبيا ومخطط نخلان ومشروعات الراية وواحة البساتين والرفاة.
أما المرحلة الثانية والجارية حالياً فتشمل 58 مشروعاً بتكلفة 901 مليون ريال، موزعة على 28 مشروعاً بلدياً ومشروعين لدرء أخطار السيول و25 مشروعاً استثمارياً و5 مشروعات إسكانية، مما يظهر التوازن المدروس بين احتياجات السكان المحليين ومتطلبات الاستثمار السياحي.
تحتضن المحافظة معالم طبيعية استثنائية تجعلها قبلة مميزة للباحثين عن أماكن سياحية في صبيا، وأبرزها شاطئ الطرفة في مركز قوز الجعافرة الذي يتميز برماله البيضاء الناعمة ومياهه الفيروزية الصافية، مما يضعه في مقدمة الوجهات البحرية المفضلة للزوار من داخل المملكة وخارجها.
كما تبرز المحافظة كمركز حيوي للنشاط الزراعي والتجاري، حيث تزدهر بزراعة محاصيل متنوعة تشمل القمح والذرة والسمسم، إلى جانب إنتاج مجموعة واسعة من الفواكه والخضروات الطازجة، مما يعزز من مقوماتها كوجهة للسياحة الزراعية والبيئية.
تسعى هذه المشاريع الطموحة إلى تحقيق تنمية مستدامة شاملة من خلال إنشاء حدائق ومتنزهات عصرية ومناطق ترفيهية متخصصة للعائلات، إضافة إلى تطوير مسارات سياحية مبتكرة وتقديم خدمات ضيافة عالية الجودة تلبي توقعات الزوار المحليين والدوليين، كما تركز على إبراز التراث الغني للمنطقة من خلال الحرف اليدوية التقليدية مثل النسيج والفخار.
يأتي هذا التطوير الشامل متماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع السياحي، حيث تفتح هذه المشاريع آفاقاً واسعة أمام المستثمرين المحليين والدوليين لاستكشاف فرص استثمارية متنوعة في قطاعات السياحة والضيافة والتجارة والخدمات.
تشهد المحافظة أيضاً تطويراً مستمراً لمرافقها التعليمية والصحية والتجارية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للسكان المحليين ويعزز من جاذبيتها كمقر للإقامة والعمل والاستثمار طويل المدى.