واجه نادي برشلونة تحدياً لوجستياً معقداً قبل أقل من ثلاثة أسابيع من مواجهة فالنسيا في الجولة الرابعة من الدوري الإسباني، حيث تتضارب المواعيد مع حفل مغني عالمي ومشاكل تراخيص ملعب سبوتيفاي كامب نو، مما يضع النادي الكتالوني أمام خيارات غير تقليدية لحل هذه المعضلة.
تكمن جذور الأزمة في تضارب مواعيد متعددة، أبرزها إقامة حفل غنائي للمغني العالمي بوست مالون في ملعب مونتجويك يوم 12 سبتمبر، قبل يوم واحد فقط من موعد مباراة فالنسيا المقررة في 13 أو 14 سبتمبر. هذا التوقيت المتضارب يجعل من المستحيل تجهيز أرضية الملعب ومرافقه لاستضافة مواجهة رسمية في الليجا.
يأتي هذا التعقيد في وقت ينتظر فيه برشلونة مطلع الأسبوع المقبل الحصول على شهادة انتهاء الأشغال الموقعة من إدارة المشروع وشركة ليماك المسؤولة عن أعمال التجديد في كامب نو، إضافة إلى رخصة الإشغال الأول من بلدية برشلونة للسماح بدخول 27 ألف متفرج فقط.
الخيار الأول والأكثر قرباً يتمثل في استخدام ملعب مونتيليفي في جيرونا، حيث لن يخوض الفريق المحلي مباراة في نفس الجولة، مما يجعل الملعب متاحاً تماماً. يتميز هذا الحل بالقرب الجغرافي من برشلونة وتوفر جميع التجهيزات التقنية المطلوبة، رغم عدم وجود تواصل رسمي بين الناديين حتى الآن.
أما الخيار الثاني فيتضمن تعويض منظمي حفل بوست مالون ونقله إلى قصر سانت جوردي، لكن هذا الاحتمال يبدو شديد التعقيد بسبب محدودية سعة القصر مقارنة بعدد التذاكر المباعة للحفل، إضافة إلى التكاليف المالية الباهظة لهذا الحل.
يطرح الخيار الثالث سيناريو استثنائياً يتمثل في تقديم طلب رسمي إلى رابطة الدوري الإسباني لخوض المباراة على ملعب ميستايا في فالنسيا، مما يعني أن برشلونة سيلعب أربع مباريات متتالية خارج أرضه. هذا الخيار، رغم تعقيده الإداري، قد يلقى قبولاً من الرابطة نظراً للظروف الاستثنائية.
واستبعدت إدارة النادي بشكل قاطع إقامة المباراة خلف أبواب مغلقة في سبوتيفاي كامب نو، معتبرة أن العودة الرسمية للملعب التاريخي بدون جمهور ستكون "محبطة للغاية" ولا تتماشى مع قيمة الحدث وأهميته التاريخية للنادي والجماهير.
تأتي هذه الأزمة في وقت حساس لبرشلونة الذي يسعى لاستقرار لوجستي بعد موسم كامل من التنقل بين الملاعب، خاصة مع اقتراب مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا التي ستحتم على النادي الإعلان رسمياً عن ملعبه المعتمد بحلول نهاية الشهر الحالي.
ورغم أن الاتفاقية مع بلدية برشلونة تمنح النادي استخدام ملعب مونتجويك حتى فبراير 2026، إلا أن مواجهة فالنسيا تحديداً تمثل استثناءً يتطلب حلولاً إبداعية من إدارة النادي، في خطوة تعكس التحديات الحقيقية التي تواجه الأندية الكبرى أثناء عمليات تجديد منشآتها الرياضية.
