أصدرت محكمة منطقة سابيل الأذربيجانية حكماً بالسجن ثلاثة أشهر رهن المحاكمة بحق ثلاثة سياح سعوديين، مع إلزامهم بالاعتذار الرسمي، وذلك بعد قيامهم بوضع الورود على قبور الشهداء في ممشى الشهداء بالعاصمة باكو، في خطوة اعتُبرت رسالة اعتذار رمزية عن تصرفاتهم غير اللائقة.
كانت السلطات الأذربيجانية قد ألقت القبض على السياح الثلاثة في أغسطس الماضي، بعد ظهورهم في مقطع فيديو وهم يسخرون من النصب التذكاري المخصص لضحايا الحرب. ووفقاً للمحققين، وصل السياح إلى باكو في الثالث عشر من أغسطس ضمن زيارة سياحية كانت مقررة لخمسة أيام.
تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع مقطع الفيديو الجديد الذي يظهر الشبان السعوديين وهم يضعون الورود على قبور الشهداء. هذا التصرف حمل دلالة رمزية قوية كونه يمثل تكفيراً عن الخطأ السابق وإظهاراً للاحترام تجاه الضحايا الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن.
ياغريب كن أديب ..
الأمن في أذربيجان يعتقل ٣ سياح سعوديين بعد تصوير فيديوهات مسيئة في ممشى الشهداء بباكو، الذي يحيي ذكرى ضحايا حرب 1990 مع الاتحاد السوفيتي 🇦🇿👮🏻♂️.
📌 مهم وعند السفر لأي دولة:
– كن خير سفير لبلدك.
– احترام عادات وثقافة وتقاليد البلد. pic.twitter.com/ElmDPmK3Wi
— عبدالله مسرحي ✈️ (@almasrhy) August 19, 2025
أكدت السلطات القضائية الأذربيجانية أن القضية تم رفعها بموجب المادة 245 من القانون الجنائي المحلي، والتي تتعلق بتدنيس القبور والمواقع التذكارية. هذه المادة تفرض عقوبات صارمة على كل من يقوم بأعمال تُعتبر مسيئة لرمزية الأماكن المقدسة والتذكارية في البلاد.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أنها تتابع تطورات هذه القضية عن كثب، مشيرة إلى تقديم الدعم القنصلي اللازم للمواطنين المعنيين ضمن الأطر القانونية المعتبرة. وأكدت الوزارة احترامها للإجراءات القضائية التي تتخذها السلطات الأذربيجانية وفقاً للقانون المحلي النافذ.
شهدت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي تبايناً واضحاً، حيث أعرب العديد من المتابعين عن تقديرهم لخطوة الشبان السعوديين في وضع الورود واعتبروها بادرة إيجابية لتصحيح الخطأ المرتكب. فيما شدد آخرون على ضرورة احترام المعالم التاريخية والثقافية منذ البداية وعدم الحاجة للوصول إلى مرحلة الاعتذار.
تعكس هذه الواقعة أهمية الوعي الثقافي لدى المسافرين والسياح عند زيارة الدول الأخرى، وتؤكد على ضرورة احترام الرموز الوطنية والتاريخية التي تحمل قيمة عاطفية ووطنية عميقة للشعوب. كما تبرز الحاجة إلى التعامل بحساسية مع المواقع التذكارية والدينية التي تجسد ذاكرة الأمم وتضحيات أبنائها عبر التاريخ.