أثبت الطالب رشاد حسني السيد، طالب الصف الثاني الثانوي والمتطوع بجمعية الهلال الأحمر بالقليوبية، أن البطولة الحقيقية لا تحتاج إلى شهرة أو ألقاب عندما خاطر بحياته وسط ألسنة اللهب لإنقاذ جاره المسن من موت محقق في حادث حريق هز مدينة بنها.
استجاب رشاد بشجاعة استثنائية لدخان كثيف ورائحة غاز نفاذة تصاعدت من منزل العم إسماعيل المسن، حيث اندفع الشاب دون تردد إلى داخل المنزل المحفوف بالخطر محاولاً استخراج أسطوانة البوتاجاز وإغلاق مصدر التسريب قبل اندلاع النيران. عملية الإنقاذ البطولية كلفت رشاد إصابات خطيرة بحروق في أنحاء متفرقة من جسده، لكنها نجحت في إنقاذ حياة الرجل المسن في البداية.
تقديراً لهذا العمل البطولي، بادر المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية بزيارة رشاد في مستشفى بنها التعليمي للاطمئنان على حالته الصحية. وخلال الزيارة، أشاد المحافظ ببطولة الشاب وإقدامه في إنقاذ الأرواح ومنع تفاقم الحادث، مؤكداً توفير كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة له.
ولم تقتصر المبادرات التقديرية على الزيارة فحسب، بل قدم المحافظ مساعدة مالية عاجلة لرشاد وأسرته دعماً لهم في هذه الظروف الصعبة، إضافة إلى توجيهه بصرف مساعدة مالية شهرية للشاب فور تماثله للشفاء تقديراً لتضحياته وشجاعته النادرة.
كما قام مجلس إدارة الهلال الأحمر بالقليوبية بزيارة إنسانية للطالب البطل، حيث ضم الوفد الزائر المهندس عبد الحميد رخا رئيس مجلس الإدارة والدكتور محمد صبحي أمين الصندوق والصحفية نهال دوام عضو مجلس الإدارة ومصطفى محي المدير التنفيذي. وقد قدم الوفد الدعم النفسي والعيني للطالب، مؤكدين أن ما قام به يجسد أسمى معاني التضحية والإيثار.
كانت مدينة بنها قد شهدت حالة من الذعر عقب انفجار أسطوانة الغاز داخل شقة بالطابق الأرضي لأحد العقارات المكونة من ثلاثة طوابق، مما أسفر عن اندلاع حريق هائل وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح وحروق متفاوتة. وقد تدخلت قوات الحماية المدنية على الفور وتمكنت من السيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى باقي أجزاء العقار والعقارات المجاورة.
للأسف، رغم شجاعة رشاد ونجاحه في إنقاذ العم إسماعيل من الحريق، إلا أن الرجل المسن توفي لاحقاً متأثراً بإصاباته، مما يضفي طابعاً مأساوياً على هذه القصة البطولية التي تجسد روح التضحية والفداء لدى الشباب المصري.
