حسم زين الدين زيدان أخيراً قراره بالعودة إلى عالم التدريب، حيث تم الاتفاق نهائياً على توليه تدريب منتخب فرنسا خلفاً لديدييه ديشامب بعد انتهاء مونديال 2026. الصحفي جيلبرت بريسبوا من شبكة RMC Sport الفرنسية أكد أن "كل شيء قد حُسم" وأن الإعلان الرسمي بات مسألة وقت فقط، مما يعني تحقق حلم الأسطورة الفرنسية بقيادة منتخب بلاده.
بعد غياب استمر منذ صيف 2021 عن المشهد التدريبي، اختار زيدان الانتظار بصبر لتحقيق هدفه الأسمى.
كانت تكهنات عديدة تدور حول أسباب عدم قبول المدرب الفرنسي لأي من العروض المغرية التي تلقاها، بما في ذلك زين الدين زيدان يرفض عرضاً سعودياً بـ 100 مليون يورو. التفسير الوحيد المنطقي كان انتظاره الفرصة الذهبية لتدريب المنتخب الفرنسي، وهو الحلم الذي عبّر عنه مراراً في تصريحاته السابقة. وفي هذا السياق، صرح زيدان سابقاً: "سيكون شرفاً كبيراً لي أن أتولى هذا المنصب، ولكن في الوقت الحالي هناك مدرب يعمل مع الفريق، ويجب احترام ذلك. آمل أن تأتي الفرصة في الوقت المناسب".
ديشامب، الذي أعلن في وقت سابق من العام الجاري عن قراره مغادرة منصبه بعد نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، سيكون قد أكمل بحلول ذلك الوقت 14 عاماً متواصلة في قيادة الديوك. هذه الفترة الطويلة شهدت إنجازات تاريخية للمنتخب الفرنسي، أبرزها التتويج بكأس العالم 2018 في روسيا.
الاختيار لم يكن مفاجئاً بالنظر إلى السجل الاستثنائي لزيدان كمدرب. خلال فترتيه مع ريال مدريد، حقق المدرب الفرنسي إنجازات لا تُنسى، أبرزها الفوز بثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا متتالية بين 2016 و2018، وهو إنجاز تاريخي لم يتحقق منذ إدخال النظام الحديث للبطولة. كما قاد الفريق الملكي للفوز بلقبي الدوري الإسباني في موسمي 2016-2017 و2019-2020، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية مرتين وكأس السوبر الأوروبي مرتين.
تصريحات بريسبوا جاءت حاسمة ومؤكدة، حيث قال: "ديدييه ديشامب سيرحل في 2026، وزيدان سيكون خليفته. تم الاتفاق على كل شيء، والإعلان الرسمي مسألة وقت فقط". هذا التأكيد يعكس تخطيطاً استراتيجياً طويل المدى من جانب الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، والذي يسعى لضمان استمرارية النجاحات مع مدرب يحمل تاريخاً عريقاً مع المنتخب كلاعب.
عودة زيدان للتدريب تحمل رمزية خاصة، فهو اللاعب الذي قاد فرنسا للفوز بكأس العالم 1998 على أرضها وبطولة أوروبا 2000، وسجل هدفين في نهائي المونديال ضد البرازيل في انتصار تاريخي 3-0. رغم النهاية المؤسفة لمسيرته كلاعب في نهائي كأس العالم 2006 بسبب طرده، إلا أن إرثه مع المنتخب الفرنسي يبقى استثنائياً.
المدرب البالغ من العمر 53 عاماً سيواجه تحدياً جديداً ومختلفاً عن تجربته مع الأندية، حيث سيتعين عليه قيادة نجوم المنتخب الفرنسي نحو البطولات الكبرى، بدءاً من كأس العالم 2030. التوقعات ستكون عالية بالنظر إلى إنجازاته السابقة والثقة الكبيرة التي يضعها الاتحاد الفرنسي فيه.
هذا التطور يمثل نهاية حقبة ديشامب الناجحة وبداية عهد جديد مع أسطورة فرنسية أخرى، في خطوة تهدف للحفاظ على موقع فرنسا بين أقوى المنتخبات العالمية.