يعيش منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية أزمة مرورية خانقة هذه الأيام، حيث تتكدس أعداد المسافرين في طوابير طويلة، وسط إجراءات جديدة بإيقاف الرحلات البرية ليومين.
وقد أثار هذا القرار مخاوف المسافرين من تفاقم الأعباء المالية والمعاناة الإنسانية، في وقت تتشابك فيه الأزمة مع صراعات أخرى تشهدها المنطقة.
خلفية الأزمة وأسبابها
أصدرت هيئة تنظيم شؤون النقل البري التابعة للحكومة المعترف بها دولياً تعميماً يقضي بإيقاف الرحلات البرية عبر منفذ الوديعة الحدودي ليومي الخميس والجمعة المقبلين. وقد عزت الهيئة هذا القرار إلى الازدحام الشديد وتكدس أعداد كبيرة من المسافرين أمام المنفذ، خاصة بعد تحويل المسافرين من خطوط محافظة شبوة إلى مسارات أخرى مؤدية للمنفذ، مما ضاعف الضغط على نقطة العبور الحيوية.
تداعيات الأزمة على المسافرين
عبّر مسافرون يمنيون عن قلقهم البالغ من قرار إغلاق المنفذ، محذرين الحكومة من التبعات السلبية التي ستترتب على هذه الخطوة. وأشاروا إلى أن إيقاف الرحلات سيؤدي إلى مضاعفة الأعباء والتكاليف المالية عليهم، خاصة أولئك الذين يضطرون للسفر لأسباب طبية أو عائلية ملحة، وسط ظروف إنسانية صعبة تعيشها البلاد منذ سنوات.
الصراع المسلح وتأثيره على الأزمة
تتفاقم أزمة منفذ الوديعة المرورية في ظل صراع مسلح متصاعد في محافظة شبوة منذ أكثر من أسبوع. وقد أدى هذا الصراع على الموارد النفطية بين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً وحزب الإصلاح إلى تعطيل الخط الدولي الرابط بين مدينة عتق، عاصمة شبوة، والعبر المؤدي إلى منفذ الوديعة، مما فاقم من الاختناق المروري وأجبر السلطات على تحويل المسافرين إلى مسارات بديلة أكثر ازدحاماً.
تبقى الأزمة المرورية في منفذ الوديعة مؤشراً على تشابك الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن، حيث يدفع المواطن العادي ثمن الصراعات المتداخلة. ويبدو أن حل هذه الأزمة يتطلب تنسيقاً أفضل بين الحكومة المعترف بها دولياً والسلطات السعودية، فضلاً عن معالجة جذور الصراع في شبوة، لضمان انسيابية حركة المسافرين عبر هذا المنفذ الحيوي الذي يمثل شريان حياة للكثير من اليمنيين.