الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٧ مساءً

رجال بلا صدور !!

أحمد عبدالله القاضي
الاربعاء ، ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٠٠ صباحاً
سوف يتحسس صدره كل من يتكهن بان هذا المقال موجه له!

هؤلاء الرجال بلا صدور هم" خاتم البشر " ؛ هكذا وصفهم فوكوياما في مؤلفه المشهور "نهاية التاريخ " تحت عنوان أناس لا صدور لهمً (فوكوياما /262_272).

انهم رجال ماهرون في اكتشاف الوسائل لإشباع رغباتهم التافهة , قنوعون بسعادتهم عاجزون عن الاحساس بالخجل.

ومن قبل فوكوياما, وصف عدد من الفلاسفة الالمان ظاهرة الآناس بلا صدور وابرزهم فريدريك نيتشية في مؤلفه "ارادة القوة " كاتباً بأن هذه الظاهرة قد باتت ...." اكثر الظواهر شيوعاً في العصر الحديث وهي ان الانسان فقد كرامته في عينه هو الى درجة لا تكاد تُصدق" !
هذه الظاهرة متفشيه بين الموظفين ( من الجنسين) في الإدارة العامة اليمنية وبشكل فاضح.

وهؤلاء ، وان كانوا قلة إلا أنهم مخيفون فهم إرهابيو المرفق لهم شجاعة " الانذال " ويعُرفون عند الكل " بنذالتهم" واستعدادهم لبيع أنفسهم بشجاعة نادره وبقناعه تامه فقد أصبحوا " انذالاً " داخل انفسهم ، يكرسون بسلوكهم الزندقة بأحقر أشكالها ويلبسون أردأ أثواب المذلة أمام مسؤوليهم عملاً بالمثل القائل ..." اسجد لقرد السوء في زمانه "! والجدير بهم كان مقاومة هذه القرود وليس السجود لها .
بواسطة هؤلاء، تحقق القيادة مصالحها الانانية الفاسدة المخالفة لأخلاقيات الوظيفة العامة والمخلة بالقانون .

عبر هم تتمكن القيادة من ترويض الموظفين وكسب طاعتهم لقاء أوعاد وهميه يروجها " البلا صدور" الذين حصلوا على بعض المكاسب ( ترقيه / علاوة / مكافأة ...الخ ) ما كانوا ليحصلوا عليها إذا طُبق النظام عليهم؛ اما الشعارات التي يروجونها بين صفوف الموظفين فهي " شعارات الهزيمة " كمثل " اتقرص يا اخي .. اخفض رأسك لرئيسك بدلاً من محاججته اسمع كلام رئيسك وان كان على خطأ ... افسد مثله فهو الذي باتتحاسب وليس أنت ... الخ ".

ان ضمور العلاقات الاخلاقية بين الموظفين تظهر عندما يفقد الموظف كرامته وقدرته على الاحساس بالذنب وهو يوشي بزميله عند رئيسه في العمل , لا لشيء سوى ليحل محله في الوظيفة أو ليحصل على امتياز يعود الى زميله أو التقرب الذليل من رئيس المرفق, ويصبح مطية له يركبها هذا الرئيس , متى ما شاء, كما ذهب اليه المثل الشعبي المصري.. " أركب المطية يا عطيه " !

هذا النوع من الموظفين من دون شك قد فقد الاحساس بالكرامة وبالمسؤولية تجاه زميله وهي المسئولية التي تُحتم عليه مشاطرة زميله المعاناة من بؤس الوظيفة و همومها وليس أزاحته منها. و نُبل المسؤولية هو العنوان الاهم للمواطنة وللهويه؛ وبفقدان نُبل المسؤولية لا يفقد هذا الموظف المطيه نفسه فقط وانما يفقد الوطن الذي ينتمي اليه..

و من هؤلاء " البلا صدور" من هم على قمة الإدارة العامة ، إنهم يعبدون السلطة ، وهذا هو ربهم السري ! أما في العلن فيعبدون الله سبحانه وتعالى نفاقاً ليس إلا ؛ ودينهم السري هو المال اما في العلن فدينهم هو الاسلام وهو عندهم مجرد ايديلوجيا يتميزون به عن سائر أصحاب الملل الأخرى !

وإلى هذا القطيع من الرجال بلا صدور أنضم فريق من النساء الموظفات المتنفذات خاويات الصدور اللواتي سمحت لهن الديمقراطية التي دخلت اليمن من بابه الخلفي ,(الكوتا 30%) ان يتبوأن درجات عليا في الوظيفة العامة من دون كفاءه ولا خبره سوى طول اللسان وسلاطته "الزعبقة والملاسنة " والشحت في دواوين أصحاب النفوذ والمال ؛ وذلك على حساب المرأة الفاضلة الوقورة الكفؤة التي تتمتع بالنزاهة ونظافة اليد و اللسان ولديها الخبرة العملية الكافية في الإدارة العامة وفي الشأن العام ، التي حُجبت عنها وظائف الدرجات العليا لأنها فقط لا تحسن الملاسنة وبذلك فهي عند من يدعمها حزباً كان أو منظمة ، ليست جديرة بالمنصب بينما هي التي تستحق أن تقعد على الكرسي الذي تحتله اليوم كل امرآه فاسده و متخلفة وشحيحة الخبرة تساهم في عقم الادارة وليس في تطويرها .

اقترح انشاء مجلس اعلى للمرأة في اليمن يقوم بمهمة تقديم المشورة للدولة في اختيار المرأة المؤهلة وصاحبة الخبرة التي تتمتع باستقامة فوق الشبهات تصلح لكي تتبوأ منصباً رفيعاً في إدارة الدولة !

فإذا كانت " المساواة " لا تكون الا مع هذه الاكواز الفارغة كثيرة الطنين “Empty Vessels “ الملاسنات المفضلات عند أحزابهن اللواتي في سبيل الشُهرة فقدن "حشمتهن " فلا يسعني هنا إلا أن أقول وبمليء الفم ... "تباً لهذه المساواة" !