الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٨ مساءً
الأحد ، ٠١ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٥٠ مساءً
خطة خنق دمشق ، بدأ تنفيذها قبل عشر سنوات استهلالاً بوقف ضخ " نفط العراق" في اليوم الأول الذي دخلت فيه جيوش القبائل المسيحية / اليهودية بغداد في التاسع من ابريل عام 2003؛ عندما سقطت بغداد أمام الغزاة الأمريكان فجاه كما يسقط المريض في القلب بالسكتة القلبية " ! لقد كان النفط العراقي يؤمن لسوريا أكثر من نصف احتياجاتها منه وبنصف السعر العالمي للبرميل رمزاً لمعنى القومية العربية ، العدو الأول الذي أقيمت دويلة إسرائيل في الأصل للقضاء عليه ، وليس لاستعادة "أرض الميعاد" الخرافية .

وعلى الفور وامعاناً في التضييق على دمشق لم يقف الأمريكان عند حد قطع الإمداد النفطي لسوريا، وإنما قاموا بكل صلف بتحويل النفط العراقي الى إسرائيل عبر أنبوب مدوه من كركوك إلى حيفا ليس فقط لاستهلاك يهود إسرائيل بالمجان ولكن لإعادة تصدير جزء منه إلى أسواق الدول الأوربية المنقادة للإدارة الأمريكية Vassal States مكافأة لها عن مشاركتها في الحلف المسيحي / اليهودي الإجرامي ضد العراق .

ولم يمضي الأسبوع الأول من تاريخ غزو العراق إلا ويقوم وزير الدفاع الأمريكي " رامسفلد" بتكليف كلٍ من الصهيونيين اليهوديين " دوجلاس فيت وكيل في البنتاجون ووليام لوتي مدير مكتبه بوضع رؤية حول الظروف المواتية لشن حرب على سوريا في عام 2003م ... من دوان أية مقدمات!!!

لقد حصل الحلف على النفط العراقي بالمجان قبل أن يحصل على " البراهين " بأن صدام حسين يملك " أسلحة دمار شامل " أو بما معناه قبل أن يحصل على التفويض القانوني من مجلس الأمن بغزو العراق ؛ وهذا بالضبط ما يحرض عليه الإعلام الصهيوني العالمي اليوم بأن تقدم الجيوش الصهيونية على ضرب دمشق خارج أي تفويض قانوني من أي طرف كان !! وقد أصيب هذا الاعلام بخيبة امل بعد ان صرح اوباما اليوم (31 اغسطس) بأنه يلزم تفويض في الكونجرس قبل ان يعطي توجيهاته بالضربه للقوات الأمريكية المرابطة قبالة شواطئ سوريا . والكونجرس الامريكي في استراحة ولن يجتمع قبل التاسع من سبتمبر (أي بعد عشرة ايام). ومن يتابع مقدمة البرامج اليهودية كريستيان امنبور K.Amanpour في قناة الـ CNN سيشهد بشاعة التحريض والالحاح الإجرامي فهي تحرض أوباما على تنفيذ الضربة الخاطفة على سوريا من دون أي تفويض يذكر حتى من الكونجرس وضربت له أمثلة سابقة لرؤساء أمريكان شجعان قاموا بمثل تلك الضربة من دون تفويض دولي ولا من الكونجرس كمثل الرئيس كلينتون عندما قام بضربة خاطفة لأفغانستان ولمصنع الأدوية السوداني وذكرته بضربة ليبيا عندما أخذ قوات الناتو ونفذ ضرباته من دون تفويض الكونجرس واضافت مع زمرة الذين يقرعون طبول الحرب ضد سوريا , بأن بشار الأسد سيلجأ خلال المهلة إلى حين اجتماع الكونجرس الى استخدام السلاح الكيماوي كلما شعر بالضغط من طرف المعارضة المسلحة.

وإلى جانب الإعلاميين الصهاينة ، هناك قافلة تزيد عن المئه من مراكز البحوث الصهيونية ومن ضمنهم المفتي الأكبر الذي يضع " فتاويه " للبيت الأبيض وللكنيست الإسرائيلي ويوجه خطاهما ضد الأمة العربية والإسلامية وهو " مركز سابان بروكنجس لسياسات الشرق الأوسط الذي أرتبط اسمه بأبرز صقور الحرب في واشنطن ضد العراق عام 2003م من أمثال بول فولفوفتس (نائب رامسفلد) وريتشارد بيرل مستشار البنتاجون وديك تشيني نائب الرئيس بوش الابن ، ممن يُعرفون بالمحافظين الجدد Neo-Cons.

ولقد وضع هذا المركز خطة لإسرائيل في مطلع أكتوبر 2012م لنشر قواتها في مرتفعات الجولان ، فمع التهديد القائم من طرف تركيا وفقاً للخطة ،زائداً التغذية المستمرة للمعارضة السورية بالأسلحة والتدريب ، سوف يرتعب النظام السوري من احتمال تعرضه للضربات من كل الجبهات فيصرف نظره عن ضرب المعارضة المسلحة .

وسابان هو حاييم سابان Haim Saban الملياردير الإعلامي الأمريكي / الإسرائيلي الذي يصرح دائماً بأنه ؛ مكرس نفسه لقضية واحدة وهي " إسرائيل --- مقتبس من كتابات المحلل السياسي الاستراتيجي وليام أنجدل William Engdahl)
" الطاقة Energy" هي واحده من ابرز الدوافع الخفية للفتنه ولخلق الفوضى الهدامة وإشعال الحروب وإنشاء التحالفات الجشعة التي تسعى بكل الوسائل لاحتكار الطاقة والتي كلما ازدادت قوة في التكنولوجيا كلما ازدادت فقراً في إنسانيتها.

فإذا كان " نفط العراق" أحد أهم دواعي غزو العراق عام 2003م فالغاز Gas اليوم الذي ظهر بكميات هائلة في دول منطقة النزاع ومنها سوريا مع بروز الحاجة القصوى له في السوق الأوربية التي بدأت تتخلى تدريجيا عن الطاقة النووية بعد الكارثة النووية التي حصلت في فوكوشيما ( اليابان) وتسعى الآن أوروبا لإحلال الغاز المسال محل الطاقة النووية وكذلك محل الطاقة التي يولدها " الفحم" وباعتبار الغاز المسال اقل مصادر الطاقة تلويثا للبيئة من جانب أخر . هذا الأمر وحده ولد تنافساً تناحرياً مسعوراً على " سوريا" بين كتلتين من الدول وهما – كتلة روسيا + إيران+ الصين وكتله تركيا+ قطر +إسرائيل .

في يوليو 2011م وقعت سوريا والعراق وإيران اتفاقاً تاريخياً فيما بينهم قيمته عشرة مليار دولار أمريكي يقضي بإنشاء أنبوب للغاز المسال يبدأ من حقل الغاز جنوب إيران ليصل إلى سوريا عبر الأراضي العراقية وينتهي العمل به خلال ثلاث سنوات أي العام القادم 2014م وقد سماه الباحث " أنجدل – أنبوب الغاز الشيعي – لأنه ينطلق من أراضي إيران الشيعية عبر الأراضي الشيعية العراقية إلى الأراضي العلوية الشيعية في سوريا !!

ويتزامن اتفاق " أنبوب الغاز الشيعي " مع اكتشافات ضخمه للغار في سوريا في منطقه " القارة" المتاخمه للبنان وتقع على مقربة من ميناء طرطوس – القاعدة البحرية الروسية – وقد تمت تلك الاكتشافات في أغسطس 2011م وهذا يعني أن تصدير ذلك الغاز إلى أوروبا سيكون عبر ميناء طرطوس- القاعدة البحرية الروسية .

وتفيد معلومات " جزائرية " تخفيها سوريا عمداً بان استكشافات الغاز في سوريا تفوق كمياتها وجودتها عن تلك المكتشفة في " قطر" ! وبحسب التحليلات فأن الهدف الرئيسي لدولة " قطر" هو "قتل أنبوب العشرة مليار دولار الإيراني السوري"!

وتسعى قطر لاستخدام ميناء العقبة الأردني لتصدير الغاز إلى أوروبا لذلك وقعت قطر مع جماعة الأخوان المسلمين في الأردن لدعم تنظيمهم الدولي في الأردن وفي سوريا أيضا ؛فأن نجحت بتمكين الأخوان المسلمين من الأردن وسوريا ، فأن الوضع " الجيوسياسي" لسوق النفط سيتحول لصالحها ولصالح إسرائيل ولخيبة سوق الغاز الإيرانية / الروسية والسورية بدون شك !
والسؤال هو ... بعد ضرب " دمشق " ، إلى أين ستتوجه الضربة التالية .. إلى القاهرة ياتُرى أم إلى الرياض ؟!