السبت ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٨ مساءً

نخيط الشيخ أو نخيط الدوله !!

علي منصور
الاثنين ، ٠٣ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
يستغرب المراقبون الموقف السلبي للدولة التي ماتزال مصرة على لعب دور الوسيط في القتال الدائر بين الحوثيين من جهة والسلفيين والاصلاح وبيت الأحمر من جهة اخرى... وهو القتال الذي استعر في دماج مع السلفيين وفي ارحب مع الاصلاح وفي حاشد مع بيت الاحمر. وأخذ منحاه الدراماتيكي مؤخراً بتفجير بيت الشيخ عبدالله في الخمري... فلماذا يرفض هادي التدخل في حرب بيت حميد الأحمر وبيت حميد الدين؟

البعض يقول ان الرئيس هادي يعتبر هذه المعارك مجرد مؤامرة من صالح لتوريطه في مستنقع من الحروب التي تؤدي الى فشله واسقاطه. وهذا قد يكون صحيح ....... لكن في نفس الوقت من الواضح أن موقف الرئيس هادي ليس مبني فقط على التخوف من التورط في هذه الحروب لكنه يعكس ايضاً موقفاً مبدئياً من هذه القوى التقليدية التي ماتزال تتصرف كما لو أن الأرض لها وحدها ... وأن هذا الوطن مكتوب باسمها .... قوى مصممة على الإستعلاء والنخيط على الدولة متمسكة بمصالحها التي تزكم الانوف وارتزاقها الخارجي وفسادها الداخلي ... رافضةً لأي مشروع وطني لبناء الدولة ... فالرئيس هادي بموقفه هذا يقول لهذه القوى: لماذا تقف معكم الدولة التي لا تريدونها ولا تعترفوا بها إلا وقت الشدة اما في غير ذلك فإنها مطيتكم المنهوبة المغلوبة؟... ولسان حال هادي في موقفه هذا يقول حتى لو انتصر الحوثي ودخل صنعاء فما الفرق عند الناس بين نخيط دولة حميد الأحمر ونخيط دولة حميد الدين ؟ وهو موقف لابد ان نعترف بأنه سيئ لأنه لعب بنار الحوثي التي ستحرق النظام الجمهوري برمته.

ولهذا ، وبدلاً من لعبة عض الأصابع هذه بين هادي من جهة والاصلاح وأولاد الشيخ من جهة اخرى ، وهي اللعبة الخطرة التي لن يستفيد منها في حالة استمرارها إلا الحوثي، فإن المطلوب من اولاد الشيخ والاصلاح مراجعة حساباتهم: فالدولة التي يحسب حميد والاصلاح انها تحت يدهم من خلال رئيس الوزراء باسندوه ونصف وزاراتها مستعدة أن تتركم لقمة سائغة للحوثي طالما ظللتم متمسكين بمشاريعكم المصلحية الانتفاعية رافضين الالتقاء على مشروع وطني جامع. عليكم ان تختاروا بين دولة تنخطوا عليها او دولة تنخط على الجميع ... بالنظام والقانون. دولة يتساوى فيها الجميع امام القانون... دولة اراد الشباب تكوينها فقفزتم عليها واختطفتموها وتوشكون ان توردوها وتوردوا انفسكم التهلكة... دولة يكون فيها لكل ذي حق حقه... لا اقل ولا اكثر. دولة يدفع فيها الشيخ حميد ضرائبه مثله مثل الآخرين... ويتنافس في عقود مشاريعها مثله مثل الآخرين... دولة لا يكون فيها للشيخ صادق مرتبات 7 الف عسكري مرافق ومدري كم اعاشه... دولة يحترموها وتحترمهم.... ويحتكم فيها الجميع الى القانون.