تلقيت اتصال ظهر اليوم الأحد من صديق عزيز ينتمي لحزب يساري معتبر ينضوي ضمن تكتل اللقاء المشترك، وهو معروف بحديثه في طروحاته ومحاضراته عن العدالة والمواطنة المتساوية وحرية المعتقد.. ودار بيننا الحديث التالي:
هو: كيفك دكتور.. اتصلت بك لأعبر لك عن استغرابي من التصريح الذي أدليت به لصحيفة أخبار اليوم ونشر في عدد اليوم.
أنا: وما وجه استغرابك من التصريح؟
هو: كيف تعترض على قرار الرئيس هادي بالموافقة على مطلب الحوثي بطرد السلفيين من دماج؟
أنا: ولماذا تعتقد أني سأوافق.. ولماذا توافق أنت رغم أني عهدتك داعية مناضل من أجل الحقوق والحريات؟
هو: هؤلاء لا تنطبق عليهم مبادئ الحقوق والحريات التي نتحدث عنها.. إنهم مجرد قوة تكفيرية فتحوا دماج لكل من هب ودب.
أنا: إذاً أنت ضد تواجد العرب والأجانب الدارسين في دار الحديث بدماج.
هو: نعم بالتأكيد.
أنا: وفق هذا المنطق أنت تؤيد طرد كل الطلاب غير اليمنيين من الجامعات اليمنية.
هو: أنا أتكلم عن معهد مذهبي وليس عن جامعات.
أنا: إذاً أنت مثلاً تطالب بطرد كل العرب والأجانب الذين يدرسون في دار المصطفى بتريم حضرموت.
هو: الأمر مختلف في دار المصطفى لأنه يتبع الصوفيين المعتدلين ولا يحمل طلابه السلاح.
أنا: تعرف بأن طلاب دماج في معهدهم تعايشوا مع أبناء المنطقة قبل ظهور الحوثي، ولم يحملوا السلاح إلا بعد سيطرة الحوثيين على صعدة وخروجها عن سيطرة الدولة واتخاذهم موقف معادي من الوجود السلفي في دماج.. ولو وجِدت قوة مسلحة تعتدي على طلاب دار المصطفي بتريم لحمل طلابه السلاح دفاعاً عن أنفسهم، وذلك من حقهم.
هو: يا عزيزي لا تنسى أن صعدة محافظة زيدية ومعهد السلفيين يريد أن ينشر مذهب مغاير ومن حق الحوثيين الدفاع عن نقاء مذهبهم الشيعي.
أنا: إذاً أنت تريد أن تقول أن الحوثيين جماعة مذهبية وذلك يخالف نفيك لذلك عنهم في مرات سابقة، وبناء على ذلك أنت تشجع على طرد الحوثيين من المحافظات الشافعية مثل تعز والحديدة، وكذلك تؤيد إغلاق الحسينيات الشيعية التي أقامها أنصارهم في منطقة صبر تعز.
هو: هذه قضية مختلفة تحتاج لجلسة مطولة نتناقش فيها.
أنا: لا يوجد أي اختلاف، فأنت تعرف يا صديقي بأن طرد السلفيين من دماج سيشرعن لعملية تطهيرات مذهبية وكذلك مناطقية وعرقية حيث ستسعى كل محافظة لطرد من تعتقدهم دخلاء عليها.. وما يحدث في المحافظات الجنوبية ليس عنا ببعيد، وكذلك القبائل ستسارع لطرد من تراهم مجرد مخرجين ولا تجري في عروقهم دماء أبناء القبيلة الأصلاء، والقائمة ستطول، خصوصاً أننا مقدمون على تأسيس دولة اتحادية بأقاليم لها حكوماتها الخاصة.
هو: يا أخي باختصار: الحوثيون منتصرون وهم الأقوى على الأرض ومن حقهم أن يفرضوا شروطهم ويتمتعوا بمكتسبات نصرهم.
أنا: مع الأسف قد يتوهم الحوثيون ذلك نصراً وقد تتبدى لهم مكاسب خادعة في المدى المنظور، لكني أؤكد لك بأن السحر سينقلب على الساحر وسيكونون في المدى المتوسط والبعيد أول المتضررين من تكريسهم لمثل هكذا ثقافة إقصائية تنبذ الآخر وترفض التعايش معه.
هو: عن أي ثقافة اقصائية تتحدث؟
أنا: ماذا تسمي طرد كل اليمنيين من دماج الذين ليسوا من أبناء المنطقة وإعادتهم إلى مناطقهم وكأن دماج وصعدة قد أصبحت خارج إطار الدولة اليمنية؟ ثم أين العدالة والمساواة والأمن ال
