السبت ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٤ مساءً

حتى الارهاب في اليمن فوضى

علي منصور
السبت ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
كل شيء في اليمن فوضى ... امننا فوضى اقتصادنا فوضى حكومتنا فوضى... وحتى الارهاب وعصاباته فوضى في فوضى. ففي جريمة العرضي البشعة خرج أحد المواقع الاخبارية يقول أن القاعدة أكدت على "الفيسبوك" مسئوليتها عن هذه الجريمة ... وموقع ثاني يقول أن القاعدة نفت على "تويتر" ...وموقع ثالث يقول أكدوا على "تويتر" ورابع يؤكد انهم نفوا على "الفيسبوك"... الخلاصة هؤلاء الوحوش القتلة المجرمون الذين لا علاقة لهم لا بالله ولا دينه ولا رسوله سفكوا دماء الأبرياء من رجال ونساء واطفال ، كبار وصغار، مرضى وممرضين وأطباء، جنود وضباط ، في جريمة بشعة تعكس مدى حيوانيتهم ووحشيتهم وتشوههم الفكري واختلالهم العقلي وانحطاط نفسياتهم وحقارة قيمهم إن كانت لديهم أي قيم حتى حيوانية... وفوق هذا كله هاهم يحاولون ارباكنا متوهمين أن ذلك سيغطي على جريمتهم البشعة... وأننا لن نعرف من غريمنا ؟ يعني في البلدان الثانية يرتكب هؤلاء المجرمون جرائمهم وسرعان ما يطلعوا بيان واحد يقولوا فيه للناس انهم الفعلة ... اما في اليمن لا !!! لازم يطلعوا خمسة او عشره بيانات بعضها يؤكد والبعض الآخر ينفي ... لأجل يربكونا وما نعرف بشكل سريع وواضح ومحدد من هم الحثالة المسئولين عن هذه الجريمة الشنيعة.

وبعدين ما احنا عارفين من هم قاعدة الفيسبوك ولا من هم قاعدة التويتر ؟ وما علاقة الاثنين بقاعدة صدى الملاحم؟ اقعدهم الله جميعاً ولا اقام لهم قائمة... وهل باقي هناك قاعدات اخرى (أو أخرى !!!) لها صفحات تواصل اجرامي على مواقع تواصل اجتماعي اخرى؟ وهل بين هذه القاعدات الثلاث – صاحب الفيسبوك وصاحب التويتر وصاحب صدى الملاحم - أي قرابة؟ هل هم مثلاً اولاد عم .. جدهم واحد؟ ابليس مثلاً ، او واحد من وكلائه من عفاريت هذا البلد المغتصب المسلوب المنهوب المقهور الممتحن ؟

بعض الناس يقولون ان قاعدة صدى الملاحم هم الأساس وأن البقية مجرد "متسلبطين" يدعون الانتماء الى هذا الكيان الشيطاني المجرم - كما لو أن مثل هذا الانتماء مكسب أو مغنم يدعيه البعض فخراً !!! - وان جماعة الفيسبوك تابعة لواحد من مراكز القوى في البلد وجماعة تويتر تابعة لمركز قوى آخر ... يعني مافيش أصيل بينهم (وهم كلهم خسيسون وابعد ما يكونوا عن الأصالة) إلا جماعة صدى الملاحم ... وهؤلاء تبع كبيرهم الذي علمهم الكفر - الوحيشي الابليسي... وناس آخرين يقولون انهم جميعاً (فرق الله جمعهم وشتت شملهم) تبع هذا الوحيشي ... لكن فيهم جماعات "مخترقة" من قبل مراكز قوى من العيار الثقيل هي التي تتبناهم وترعاهم وتحدد لهم الأهداف وتقوم بتمويلهم لمهاجمتها ... ولا علاقة لهم لا بالوحيشي ولا بغيره ... وان سبب هذه "الربشة" من بيانات التأكيد والنفي هو ان هناك عدة مجموعات من هذا النوع المتبنى محلياً وأن كل مجموعة منهم بتشتغل لوحدها وبشكل شبه مستقل... يعني ماحد له دخل بالثاني... شغل عصابات اجراميه وطلبة "الشيطان"... وأيضاً أن بعض هؤلاء المعتوهين يعتقدون انهم وحدهم في الساحة ولا ثاني لهم وينفون على هذا الأساس.

الربشة الثانية جاءتنا من الدولة... اولاً يقولوا أن اغلبهم سعوديين وبعدين يرجعوا يقولوا ان واحد منهم فقط سعودي وانهم لقيوا معه بطاقته السعودية ووصيته في جيبه (يعني بالله عليكم هذا القاتل المجرم المعتوه المشوه الدين والعقيدة من عاده بيوصي ومعظم اصحابه واحبابه اكيد من نفس طينته وأغلب الظن ان كثير منهم سبقوه الى جهنم ولاشك أنه سيجدهم أمامه منتظرين) .... وساعة يقولو مسكوا في نقيل يسلح اثنين منهم ، واحد قائد المجموعة والآخر مخطط "الغزوة" ... غز الله قلوبهم جميعاً واحرقها بنار جهنم (قولوا آمين) ... لا واسمعوا هذي المفاجأة: تم القبض عليهم عن طريق تتبع تلفوناتهم بالأقمار الصناعية... ما شاء الله على هذا الانجاز الاستخباراتي الكبير ... أكيد ان هذه المعجزة المزدوجة الاستخباراتية والتقنية ليست إنجازاً يمنياً صرفاً ... وأكيد انها ما تمت إلا بمساعدة من الأمريكان او البريطانيين الذين عاونوا اصحابنا في رصدهم وتتبعهم... طيب هؤلاء الأمريكان او البريطانيين لماذا ما وصلوا لكم يا اصحابنا اي معلومات قبل الهجوم طالما انهم بيراقبوا تلفونات هؤلاء الكلاب 24 ساعة ؟ لماذا فشل تعاونكم الاستخباراتي معهم في رصد العملية اثناء التحضير؟ هل بلغوا اصحابنا وطنشوا حسب العادة؟ هل الأمريكان أو البريطانيين كانوا عارفين بالعملية لكنهم لم يريدوا أن يحذروا اصحابنا خشية تعريض جواسيسهم المندسين بين الارهابيين للخطر؟؟؟ وبعدين كيف هرب قائد المجموعة من الموقع؟ ولماذا لم نسمع أي خبر عن نتائج التحقيق مع المقبوض عليهما ؟ اسئلة كثيرة وكثيرة جداً تحتاج لإجابة.

كل هذا الاجرام يجري والدماء تسيل ولا نسمع من هيئة علماء اليمن حتى مجرد الاستنكار ... ناهيك عن الإدانة ... وهذا حقاً وصدقاً وعدلاً هو المثال الحي لسلوك الشياطين الخرس ... ولا يمكن أن يفهم إلا كموافقة ضمنية وإقرار لجريمة العرضي ... فليتقوا الله... بس شاطرين يصدعونا بأدوية الايدز وعلاج الفقر وفتاوي تقسيم الثروة وإدانة "جرائم الانقلابيين" في مصر. واتفضلوا ياقراء شوفوا موقع هذه الهيئة على الفيسبوك واقرأوا بأنفسكم لتعلموا كم انهم شركاء بسكوتهم وصمتهم في هذا الاجرام الجاري في اليمن وفي المنطقة كلها. على فقهاء اليمن ان يجمعوا امرهم ويقولوا لنا هل ديننا الذي نعتنقه يسمح بهكذا سفك دماء؟ هل هذا فعلاً هو ديننا؟ هل سفك الدماء هكذا مما أمر به الله وما جاء به رسول الرحمة للعالمين؟ هل يجوز لهؤلاء المجرمين تصنيف الناس هكذا وتكفيرهم وقتلهم ؟ وإن كانوا سيكفرونهم فهلا اجازوا لهم بالحد الأدنى ما أجازه الله سبحانه وتعالى للمشركين في قوله (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ)؟ على فقهاء اليمن أن يقولوا كلمتهم فيما يجري وإلا فإنهم متواطئين ومسئولين مثلهم مثل الشياطين القتلة الارهابيين... لا فرق.

وقبل أن اختم ... اريد ان اقول انه طالما والدولة قد اتخذت قرارها بمواجهة هذه الجماعات الاجرامية والمضي في هذه المواجهة الى النهاية، وهو قرار لاشك ان عدد اليمنيين الذين يؤيدونه سوف يزداد بعد كل جريمة ينفذونها، اقول طالما ان الدولة قد اتخذت هذا القرار فماذا لو قامت الحكومة بعد كل جريمة من هذه الجرائم باخراج مجموعة منهم من السجون وشنقهم في الميادين العامة، وبأعداد تتناسب مع أعداد الضحايا. وأن يكون المشنوقين ممن ثبت عليهم فعلاً اعمال قتل يستحقون عليها الاعدام. ربما لا يكون لهذا الاجراء أي فائدة بالنسبة لمن التحقوا فعلياً بهذه الجماعات لكنه سيكون بدون شك رادعاً للذين يفكرون في الانضمام اليهم وجرس انذار لأهالي هؤلاء المقبلين على الانضمام وحائلاً دون مزيد من الضحايا وشفاءً لبعض أحزان اسر الضحايا.

من هذا كله اختم فأقول أن في البلدان التي تحترم نفسها ، يكون هناك مسئولين يحترمون انفسهم، ويعرفون متى ما فشلوا في أداء مهامهم أن عليهم اتخاذ قرارات تعبر عن هذا الاحترام ليس فقط لأنفسهم ولكن ايضاً للضحايا الذين سقطوا بسبب هذا الفشل ، كالاستقالة مثلاً ... أو على الأقل تقديم الاستقالة لرئيس الجمهورية ليقرر إما قبولها او رفضها... لكن يبدوا ان بلدنا مش محترم ومسئولينا مش محترمين. وبهذا التطنيش "الوقح" يصبح الفارق بين مسئولينا والوحوش التي ارتكبت هذه الجريمة فارقاً ضئلاً وهامشياً لا تكاد العين تميزه وذلك لأن تطنيشهم هذا معناه انهم لا يعتبرون للضحايا أي قيمة.