السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٨ مساءً

سيلدة الرئيس: عجلتك تدور للخلف !

عبد الرحمن العسلي
الاثنين ، ١٥ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
غادر علي صالح السلطة بلقب زعيم و ترك البلاد تحت سيطرة العسكر و أجهزته الأمنية .

لم يكن سرا أن تزكية أجهزة الاستخبارات للصف الأول ، و ربما الثاني ، شيء ضروري تحت ذريعة حماية الأمن القومي للبلد ، و سيطر العسكر على صياغة منظومة معايير جديدة ، أقل كارثة فيها أن وليدة عقل عسكري !

لم يزل حكم العسكر جاثما على رئة هذا الوطن المسكين ، العقل العسكري غبي بالفطرة ، مسلوب ، محاصر ، و لا يفكر إلا ببعد واحد ، هذا الكلام ليس اختراعا جديدا ، بل هو بديهية لا تحتاج الى فلسفة كثيرة .

يصاب العقل العسكري بالشلل حين تعرض أمامه مبادئ أساسية للتطور كالديموقراطية ، الابداع ، استقلالية اتخاذ القرار ، النظام المؤوسسي ، التعليم ، ... الخ .

المشير هادي رغم (بهررته) الأخيرة ، و يده الحديدية التي لا تخيف (هره) لم يقدم للبلد شيئا غير تأكيده أنه ، بتعاون الشقيق و الصديق و بن عمر ، أخرج البلد من المأزق ، نقطة آخر السطر .

لا أعتقد أن سيادة المشير يعلم أن هناك وزارة اسمها التعليم العالي ، و لا يراودني شك بأن سيادة المشير يعلم شيئا عن سياسات الابتزاز و التركيع و الارتزاق التي تمارسها وزاراته علينا نحن المواطنين الذين استبشرنا بيده الحديدية خيرا !

أعود فأقول : يميل العقل العسكري الى الاهتمام بالجوانب التي يفقه فيها و تسيطر على اهتماماته ، و يترك الجمل بما حمل ليهتم بشؤنه المقربون منه المنتمون للدائرة الأقرب ، و من سوء حظنا ، نحن الشعب المطحون، أننا طلعنا رعية للسيد نصر طه مصطفى ، الفاتحة ..

صدقني يا سيادة المشير بأن الفوضى تسير على قدميها شاهرة سيفها بوجهنا في كل وزارة ، غدت الوزارات أوكارا للنصب و الابتزاز و التعذيب النفسي ، و أنت مشغول بتفاصيل المبادرة و طز فينا نحن مواطنيك و لنذهب للجحيم .

سنة و نصف من عمري ، أعتقد أنها لا تعني لك شيئا ، و أنا أطالب بحقي المستحق كي استطيع مواصلة دراسة الماجستير في هندسة المعدات الطبية التي لم تستطع أي من جامعاتك الحكومية تدريس هذا القسم ، و لم أحصل على كلمة طيبة في حين أن أولاد العسكر و المقربين من دائرتك لا يعرفون أين تقع الوزارة يأخذون حقنا و هم فاشلون ، و إن كان عندك وقت للاطلاع سأرسل لك الوثائق التي تثبت ذلك .

سيادة الرئيس : أنت مسؤول عنا ، و لا نعرف غيرك ، و ليس عذرا أنك مشغول بملفات كبيرة ، فما هو عمل الحكومة إذن ؟
سيادة الرئيس : إن فساد وزاراتك يقتل ما بنا من أمل و يحولنا قسرا الى شباب فاسدين و ارهابيين ، الوطن الذي يسفك عمرنا على أبواب وزا اتك لن يقنعنا أن نستردها بالاستماع للاغاني الوطنية .

إن عجلتك تسير للوراء كما دارت عقارب ساعة صالح للوراء من قبلك ، و أمامك فرصة أن تمنع هرولتها للخلف عبر ايقاف العبث و الفساد في الوزارات و إرسال رسالة من (حديد) لوزرائك الفاشلين بأن يتحملوا المسؤولية ، و أسألك بالله أن تفعل (بهررة ) سع الناس لنصر طه على شان ينتبه فأحوالنا تسوء و بتنا في مرحلة لا نستطيع الصمت و الصبر .