الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٠ صباحاً

التعري بين الدين والجسد

د . حسان الزين
الأحد ، ١٤ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٣٧ صباحاً
تنظم العقائد وأصحاب الديانات مفهمو م التعري وخاصة التعري الجسدي بل أن الاحكام الشرعيةتنظم مسألة الحجاب واللباس عند الرجل والمرأة على السواء فتضع الامور بين محرم وواجب ومكروه ومستحب فتتأرجح الاحكام بين حلال في زمان ومكان وعند اناس ومحرم في جوانب أخر في تشريع واضح فمسألة الحجاب أخذت حيزا في النقاشي الفقهي في الكيفيةفالديانلت جميعهاتستنكر على معتنقيها التعري الجسدي بكل أشكاله الا أن القران أولى أهمية واضحة ناصعة الجبين والا وهي التعري الخلقي والديني فكلمة تعرى ذكرت مرة واحدة في سورة طه في سياق حديثه عن قصة ادم
ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى::::: :: فلو تأملنا قليلا لرأينا ان هذا الوعدالالهي الذي يربط بين الجوع والتعري وكذلك بين شجرة الخلد والملك وبين الظمأ والضحو تبرز مواضيع ومفاهيم مهمة نلفت النظر الى ان التعري الجسدي مذموم من قبل الله سبحانه وتعالى واللباس والغطاءالجسدي هو وعد ومكافأة الهية لمن لا يعصي الله وهذا المفهوم أبرزه القران بكلمات لباس التقوى والجوع ولباس الجسد فهنا ك آيتان في القلاان يظهران هذا المفهوم في سورة الاعراف:
يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون................
....يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون.....
وفي سورة النحل:::
وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.............و كلمة لباس مع مفهوم اللباس ابرزه القران في اكثر من اية فجعل المرأة والرجل لباسا لبعضهم البعض وجعل الليل لباسا والتقوى لباسا ووالريش والحريروجعل الجوع والخوف لباسا
فنرى ان القران استخدم لباس الجوع في مقابل التعري فجعل الاكتفاء بالطعام والشراب واللباس وعدم التعري الجسدي مرتبطين بعضهما ببعض فالكفاف والسترهما عاملان اساسيان للاستمرار في البقاء والوجود فهذا ابو فراس:بأنه عارية مضمونه........يقيم فيها جاهه ودينه
وهذا شوقي : اذا مضى يعرض الاخلاق عارية....... أراك من كل نفس صورة عجبا
:
فنرى الامام امير المؤمنين علي عليه السلام يقول عن الايمان:
فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرا فى القلوب ، و منه ما يكون عوارى بين القلوب و الصّدور إلى أجل معلوم ، فإذا كانت لكم براءة من أحد فقفوه حتّى يحضره الموت ، فعند ذلك يقع حدّ البراءة . و الهجرة قائمة على حدّها الأوّل . ما كان للّه فى أهل الأرض حاجة من مستسرّ الأمّة و معلنها ، لا يقع اسم الهجرة على أحد إلاّ بمعرفة الحجّة فى الأرض ، فمن عرفها و أقرّبها فهو مهاجر ، و لا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة فسمعتها أذنه و وعاها قلبه
فنرى ان مفهوم التعري واللباس حول الايمان والتعري فالمؤسسة والجمعية والاحزاب والدول والمسجد والجامع و النفوس والمجتمعات ان لم تلبس لباس الايمان والتقوى تصبح عارية كالتعري الجسد بل اسوء من ذاللك فنكون ننتقد التعري الجسدى ونحن عراة من لباس التقوى الايمان والعقل وهذا الموضوع يتفرع عنه مواضيع عديدة
وجدْتُ عواريّ الحياةِ كثيرةً،................ كأنّ بقاءَ المرءِ شِعرُ حبيبِ
وتلقاهُ، من فرط الصّبابة، جاهلاً...............، يغيّرُ أعلى رأسهِ بصَبيبِ
وما كرِهتْ خيلٌ، تُخالُ، وأينقٌ............، بياضاً بدا في غُرّةٍ وسَبِيبِ
فإنّ طريقَ الناسِ في الحتْفِ واحدٌ............ أكُنْتَ طبيباً أمْ نقيضَ طبيب
فأذا اردنا ان ننتقد تعري الاجساد الجميلة فما علينا الا أن نلبس لباس التقوى والايمان ونبدأوا بتعليم انفسنا قبل غيرنا وأن لا نكون عراة الدين والاخلاق