الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٨ صباحاً

تأملات في هدهد سليمان رقم واحد

د . حسان الزين
الاثنين ، ٠١ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١١:٥٣ مساءً

درج القران على الصدق في الوصف ونقل الاحداث بأمانة فائقة الدقة فاستخدم الافعال والاسماءفي اتقان مما جعل هذا الكتاب وحدة متكاملة في المبنى والمعنى مع الرغم ان المفسرين أنقسموا الى مدارس شتى في التفسير والتحليل مما ظهرت افكار ومفاهيم عديدة منها ماهو عقلاني يناسب العقل والشرع ومنها ما هو خارج عن ذلك ومن ميزات القران ان هناك كلمات مفردة ذكرت مرة واحدةفي كتاب الله افعلى سبيل المثال ::الهدهد:::والطيور ذكرت جمعا وافرادا في صيغ معينة مثلا الطير. في سورة النمل.. وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
وكلمة طائر ذكره القران 5 مرات في الانعام ........وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

وسمى القران على الاقل تسعة طيور بالاسم منها الهدهد وضرب بهم الامثال في عدة قضايا ومهام مختلفة فكان نصيب الهدهد من هذه المهام والصفات التي نعته الله بها متعددة
فنراه كان الغائب عن الجماعة .......أم كان من الغائبين---1
:-2---المتهم :::::لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِين

3---ناقل الخبر ومراسل صحفي بارع او بالأحرى ضابط مخابرات :::::فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
ولقد زعم بأنه يحيط علما بأشياء لا يعلمها سليمان ولم يستنكر عليه سليمان ذالكوكما يذهب الامام القرطبي او الامام البقاعي في ضرب مثله بأن الشيعة تعتقد بأن علم أئممتهم غير محدود وهو برأيه محدود والدليل هو هذا المثل وأليك ما ورده في ذيل التفسير لهذه الآية::::::::وفيه إبطال لقول الرافضة: إن الإمام لا يخفى عليه شيء، ولا يكون في زمانه من هو أعلم منه..أنتهى كلامه وسنبقى الرد على مقولة الامام البقاعي للمقالات اللاحقة

4 ---محلل أجتماعي وقانوني يعرف لغة سبأوقد دخل ازقتهم وعرف معتقداتهم وعمرانهم وصفهم يدقة متناهية وبدأ بوصف نظام الحكم برأس الهرم .... أمراة تحكمهم...
5----بدأ بالأستنكارلما يعبدون وبدا عليه الاستغراب وأورد أدلةعلى وحدانية الله فهو الموحد المؤمن
المتهم يدخل فترة أنتظار الحكم فالهدهد اما صادق أو كاذب ....قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ---
البريءمن الكذب يتحول الى رسول وثقة سليمان فيرسله بمهمة سفير ناجح يعرف القوم فلقد خبرهم القي اليهم كتابا ثم أنظر ماذا يفعلون أخبرني بردات الفعل الاولية
ولعل هو الذي رجع عليهم بنبأ الجنود
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ .... سورة النمل
وهذا بعض من صفات الهدهد الذي ألمح اليها القران الكريم مما دفع الجاحظ ليقول ان هدهد سليمان لا يشبه اخوته من الطيور الا أن ذالك يتعارض مع طبيعة الهدهد كطير أعني أن هناك صفات مشتركة بين هدهد القران والهداهد الطائرة
فهذا المخلوق الضعيف تحول من متهم مخبر الى محاور يدافع عن نفسه ومحام بارع يستأنف حكماويقنع القاضي بصدقه ويورد الادلة ويعبر عن أيمانه وعدم خروجه عن مملكة التوحيد فالله يغفر الذنوب جميعا الا أن يشرك به وينظر ليعود رسولا ينتظر الخصم ويراقبه أليس ذالك درسا بأن الله يعلم أن يجعل رسالته ومن حظ الهدهد أن ذكره القران فبرأه وخلده في التاريخ ففيه دروسا شتى لمن ألقى السمع وهو شهيد