الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٠ صباحاً

لم يمت بلال ( مرثية أب لابنه )

جميل علي عبدالله
الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً
مرثية استشهاد ولدي بلال جميل في19-11-2012م

لم يمت بلال


في موطن الأمر العظيم
أمَرَتْ حروف النور
أقلام الصفاء
تروي لنا حكايةً ًنبويةً ً
فصولها نوريه ً
فتبسمت قالت:
بلال
....
ثم تدلت غيرة ً
حجب البقاء
لصون أسرار
الجمال
....
ثم تنادت في الوجود
لا تسألوا إن السؤال يسوؤكم
والله وحده يصطفي
للعبد أعلى مراتب
لكننا لا ندري ما السر
ولا كيف
المآل
....
سأزفه حمدا
لمن صاغ المحامد كلها
عروس آيات
الكمال
....
واكتب المعنى بسر النور
أسرار الجمال
...
سأصبر الأشجان
بوعد للوصال
في الموطن الأقدس
على جسر
الخيال
....
الله بشرني به
وأذن بالبشرى
بلال
....
بشارة نبوية
ما نالها إلا الصدوق
من الرجال
....
أتدرون أين مقره
وأين قرَ له القرار
في مقعد الصدق الكريم
في روضة المختار
قد حط
الرحال
....


الله.. لو تدرون
من كان بلال
كان الندى
كان الصفاء
كان الوفاء
كان النعيم إذا أقام
كان الضِلاَل
...
قلب بحب امتلئ
وزينت أركانه
أحلى الخصال
...
والله لن ابكي
بلال
....
بكته امرأة عجوز
من فقرها
كانت تجوب
نواحي الحارات
لتجمع الأشياء
ثم تبيعها
لتشتري قوت
العيال
....
لأنه مد لها يوما يدا
أهدى لها ابتسامة
كانت لها فرجا
وبشرى حسن
حال
...
بكته جلسات الصحاب
والمآذن والقباب
وغيمة مرت على
تلك التلال
...
بكته أحلام الطفولة
والرجولة
لبراءة الأطفال فيه
وأخلاق الرجال
....
بكاه أخرن
قست عليهم السنون
بكاه طفلا جاني يبكي
بحرقة محزون
يقول :
يا عم لم يمت بلال
لأنه في يوم حر
حافياً مشى
وأهدى لي
النعال
لها كذا يا عم
لم يمت بلال
....