الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٤ صباحاً

أما آن لنا أن نفهم

أحمد الوشلي
الاربعاء ، ٠٧ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٠١ مساءً
رسالتي هذه هي رسالةٌ لكل أبناء اليمن ولنبدأ بالبعض وننتهي بالكل .

• إلى إخواننا الذين مازالوا يناصرون الرئيس وأزلامه أرسل رسالتي لهم فأقول :

أما آن لكم أن تفهموا يا من ظللتم لسنين تنتقدون الأوضاع والغلاء بصوتٍ خفيٍ وأنين ، وعندما خرجنا لنصرخ وقفتم في وجوهنا واتهمتونا بالغث والسمين .
أما آن لكم أن تفهموا يا من ظللتم لسنين تلعنون جرع رئيسكم الإقتصادية ، وهانحن جئناكم بجرعة الحرية ، لكنكم ويا للعجب رفضتموها لأنكم أصبحتم مبرمجين على العبودية !!
أما آن لكم أن تفهموا أننا خرجنا على الظلم الذي مسنا ومسكم ونطالب اليوم نيابةً عنكم بحقنا وبحقكم .
أما آن لكم أن تفهموا أننا قمنا بثورتنا لنبني اليمن الجديد والسعيد ، وهذا لن يتم مادمتم متشبثين برئيسكم العتيد والقعيد .
أما آن لكم أن تفهموا أن هذا النظام لم يعد له أي شرعية دستورية مادام يحكمنا بشريعة الغاب وبالحصار والعقاب .
أما آن لكم أن تفهموا أننا أمام نظامٍ لا يُتقن إلاَّ إدارة الأزمات ، وفي نفس الوقت يتفنن في الدعوة الدائمة للحوارات .
أما آن لكم أن تفهموا أننا أمام عصابةٍ تسرقنا وتقتلنا ولسنا أمام نظامٍ يخدمنا .
أما آن لكم أن تفهموا أن مسؤلاً بنظامكم قال لنا ولكم : " الأزمة ستستمر وكل واحد يدبر نفسه " !! فعلاً كل واحد يدبر نفسه لأن ولي نعمته بالرياض " وهو بصحةٍ جيدة " لكنه حفظه الله يأخذ غفوة ونعسة ، وكل واحد يدبر نفسه ، وليشرب كل مواطن من البحر وكلٌ بكأسه .
أما آن لكم أن تفهموا أننا أمام رئيسٍ رسب في الإختبار ، بعد أن وعدنا في برنامجه الإنتخابي بالتطور وبالإزدهار .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم لن يعيش للأبد ، وسيأتي يومٌ يموت فيه شاء ذلك أم رفض.
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم لم يكن يحكم بالفعل إلاَّ السبعين وهو صحيحٌ وسليم ، فكم وكيف بالله عليكم سيحكم وهو سقيمٌ وعليل ؟؟!!
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم خان البلاد ببيعه عسير ونجران بغير ثمنٍ وبلا مزاد .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم خان البلاد بفتحه للأجواء أمام طيرانٍ غريب ليضرب البعيد والقريب .
أما آن لكم أن تفهموا أننا أمام رئيسٍ دجال قال لنا في الماضي بأنه زاهدٌ في السلطة وإذا به يتمسك بالكرسي حتى هذا النهار .
أما آن لكم أن تفهموا أننا أمام ثعلبٍ غدار وعد وماطل وغدر فكان جزاؤه من جنس عمله فأصابه الإنفجار وهو في داخل أسوار الدار .
أما آن لكم أن تفهموا أن اليمن أهم من أي شخص حتى لو كان الرئيس ، فكيف بالله عليكم مازلتم متمسكين به وقد أصبح مريضاً وتعيس .
أما آن لكم أن تفهموا أن الحوار مع رئيسكم المغوار و(المحوار) !! لن ينتج عنه أي حل أبداً بل سيكون مجرد حوار يتلوه حوار ، وفي الأخير سيتم الإتفاق على مواصلة الحوار !!
أما آن لكم أن تفهموا أن الحوار في بلادنا تحت ظل هذا النظام هو مجرد مواء وعواء وخوار .
أما آن لكم أن تفهموا أننا ولدنا أحرار ولن نموت إلاَّ أحرار ، فكيف تريدون منا أن نساوم على حريتنا على طاولة حوار ؟!!
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم حكمنا لثلثِ قرنٍ من الزمان ، وتريدون منا أن نقبل بأكثر من ذلك !! فعلاً ذاكَ ضربٌ من الجِنان .
أما آن لكم تفهموا أننا خرجنا على رئيسٍ يريد أن يبقى في الحكم ويورثهُ بأي ثمن حتى لو كان ذاكَ الثمن على حساب إستقرار ووحدة الوطن .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم أصبح مريضاً وفار ، ولنفترض أنه عاد فهل مايزال حقاً قادراً على إنقاذ الوطن وإتخاذ القرار ؟؟
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم قد فاته القطار ، وأننا قد لا نراه قريباً يحط بطائرته بالمطار .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم قد فاته القطار منذ أن ألقاهُ الحصان من على ظهرهِ في ذاكَ النهار .
أما آن لكم أن تفهموا أن تاريخ صلاحية رئيسكم قد إنتهت ، وأننا أمام بشائر دولةٍ جديدة قد إبتدت .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم ظل يردد ويقول : ( أنا على إستعداد .. أنا على إستعداد ..) طبعاً هو على إستعداد ليكون نيرون ويحرق البلاد .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم لا يهمه أصلاً البحث عن أيادٍ آمنه أو أمينة لتقود دفة السفينة ، هو فقط يريد البقاء في الحكم وكذلك التوريث ليحقق مصالحهُ وأغراضهُ الدفينة .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم لم يعد لديه ما يعطيه لليمن الواحد في سنتين مادام قد أضاع فرصاً طوال أكثر من عقدين .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم الصالح لديه أرصدةٌ في الخارج ، ماذا يعني ذلك ؟
ذاكَ يعني أنه لصٌ وسارق بالكلام الفصيح والدارج .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم ( الفيل الوحشي ) !! ظل يرقص لـ 33 عاماً فوق رؤوس الثعابين وأنهى خدمته بحرق المعاقين ؛ وفي الأخير أصابتهُ طيور الأبابيل .
وعليكم أن تفهموا أن حريتنا مقدسةٌ عندنا ككعبتنا يا أصحاب الفيل .
أما آن لكم أن تفهموا أن الشباب الثائر النقي الطاهر هم " ناقة صالح " فإذا ما عقرتموها فسيصيبكم العذاب ولن ينفعكم عندها رئيسكم الطالح .
أما آن لكم أن تفهموا أن شر الناس من ناصر الظلوم وخذل المظلوم .
أما آن لكم أن تفهموا أن من والى ظالماً وأيدَّه بُعِثَ يوم القيامة وهو يحمل لواء العار وضمن مكاناً له في النار .
أما آن لكم أن تفهموا أن بلادنا العزيزة قد تصبح في خبر كان طالما بقيتم متمسكين بشخصٍ هو حتماً راحلٌ وفان .
أما آن لكم أن تفهموا أن رئيسكم عجلٌ صنعته السعودية فيكفيكم عبادةً له33سنة (وشوية) .
أما آن لكم أن تفهموا أننا أمام فرصة اليمن الذهبية لنتخلص من كل فاسدٍ ومن كل عميلٍ للسعودية .
أما آن لكم أن تفهموا أننا وإياكم الآن أمامنا خياران : فإما أن ننتهز الفرصة ونتخلص من فاسدينا وفاسديكم برحيله ورحيلهم ، أو أن نتركهم ليهدوا اليمن على رؤوسنا ورؤوسكم وبذلك يكون هلاكنا وهلاككم ببقائهِ وبقائهم .
أما آن لكم أن تفهموا أن الأحرار على مدى الأزمان وفي كل مكان هم الثوار وليسوا كما تصفونهم بالأثوار يا أثوار .
أما آن لكم أن تفهموا أنه يكفينا فخراً في الدنيا وفي الآخرة بأننا خرجنا على الظالم وقلنا له : كفى ظلماً للعباد ، وكفى نهباً للبلاد .
أما آن لكم أن تفهموا أننا نتمنى ونرجو أن يقف الرئيس معكم في الآخرة كما وقفتم معهُ في الدنيا لا أن يتبرأ منكم يا عُـبَّاد الـصـور و الأصـنـام ،
ويا أشباه الأنعام و الأغنام .



• والآن أوجه كلامي للمعارضة بكل أطيافها ولأنصارها فأقول :

أما آن لكم أن تفهموا أن سياساتكم وما قمتم به إلى الآن بالرغم من أنكم كنتم تريدون من خلالها تجنيب البلاد لحربٍ أهلية ، لكنكم كنتم تسيرون بنا فعلاً فعلاً ودلى دلى وشوية شوية نحو الحرب الأهلية !!
أما آن لكم أن تفهموا أنه من غير المعقول أن تظلوا في وادٍ ونحن في وادٍ آخر، فتركتمونا لعدة شهور نصيح في الهواء ونقول :
لاوقت اليوم لخلافاتنا المرحلية ، فعلينا أولاً أن نحقق أجندتنا الثورية .
فلتتركوا جانباً مصالحكم الشخصية وإنتماءاتكم الحزبية ، ولتضعوا خلفكم آثار ورواسب المناطقية والمذهبية ، ولتستبدلوا نظرتكم القاصرة والآنية بنظرةٍ أخرى فاحصة ومستقبلية .
أما آن لكم أن تفهموا أن أفكاركم العقيمة والميتة هي من أصابت ثورتنا بالشلل ، وكدنا نحن الثوار أن نصاب باليأسِ وبالملل .
أما آن لكم أن تفهموا أن مجالسكم الإنتقالية والوطنية كانت خطوات جيدة لكنكم قصرتم في التنسيق فيما بينكم ، ولم تطوروها بل وقفتم في مكانكم ، ولم تدعموها كبداية جيدة بل خرجتم ونكصتم على أعقابكم .
أما آن لكم أن تفهموا أن ما قمتم وتقومون به لا يصح ولا يجوز ، فأسلوب التعيين والتكليف الذي إتصف بغياب للشفافية وبعدم وجود معايير وآليات محددة وواضحة ونزيهة للإختيار ، كل ذلك أدى في الأول وفي الأخير لحتمية الإنهيار .
أما آن لكم أن تفهموا أن مسيرة ثورتنا طالت وأخفقت حتى الآن بسببكم لأنكم تعاملتم معنا ومعها بعقلية ( مابدا بدينا عليه ) و ( ما جاء من الله حيا به ) !!
أما آن لكم أن تفهموا أنكم جعلتمونا نُحس بأنكم كصاحب العرس الذي يجعل عبارة ( يزيد الغداء ولا ينقص ) همَّه الشاغل ، ويُخلي مسؤليته عن توزيع دعوات العرس وبعدها ( من جاء حيا به ، ومن غاب غاب إسمه ) !!
أما آن لكم أن تفهموا أن خلافاتكم قد كثرت ، وإنشقاقاتكم قد فُهمَت بأننا أمام من هم أسوأ من النظام الذي ثُرنا من أجل أن نقضي عليه .
أما آن لكم أن تفهموا أن حواراتكم قد أخرتنا ، وأن فتاويكم قد أحبطتنا ، وأنكم بالفعل أعداءنا ولستم أحبتنا .
أما آن لكم أن تفهموا أنكم إذا خرجتم اليوم عنا فسنخرج غداً عنكم ، فبالله عليكم قولوا لنا متى ستتوحد جهودنا وجهودكم ومتى سنأنس ونجتمع معكم ؟!!
أما آن لكم أن تفهموا أن وطننا هو وطنكم وقضيتنا هي قضيتكم ، فعلى ماذا نختلف ولماذا لانأتلف ؟؟!!



• وأنتقل الآن بكلامي لأقول لأولئك الصامتين الذين فضلوا الجلوس والخنوع والذين مازالوا مذبذبين ولا يفقهون والذين لا يعرفون الصواب ماذا يكون فلهم أقول :

أما آن لكم أن تفهموا أن صمتكم جريمةٌ بحق اليمن ، وبحق مستقبل أبنائكم في هذا الوطن .
أما آن لكم أن تستيقظوا من سباتكم العميق ، أم أنكم ستنتظرون حتى يُصبح الوطن غريق ؟!!
أما آن لكم أن تفهموا أن الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس ، أم أنكم ستعلمون بذلك وقد إنهار الوطن وأفلس ؟!!
أما آن لكم أن تفهموا أن الإنسان السوي لا يرضى بالظلم وبالهوان ، وأن من قام في وجه الظالم ليقول له : كفى ؛ فذلك هو فعلاً من طبَّق الإسلام .
أما آن لكم أن تفهموا أن هذه الدنيا هي دار بلاءٍ وإختبار ؛ فمن قال : لا للظلم دخل الجنة مع الأبرار ، ومن خضع واستكان عاتبهُ الله وعاقبهُ بالنار .
أما آن لكم أن تفهموا أن تاريخ هذا الوطن يُصنع الآن ، فلماذا فضلتم القعود وكأن الأمر لا يعنيكم ، فهل أنتم ميتون وتنتظرون من يُحييكم ؟!! أم أنكم غافلون بما سيجري فينا وفيكم ؟!!



• وللشباب الثائر أقول :

أما آن لكم أن تفهموا أن الثورة ليست زر أوتماتيك نضربه فننتصر ، وليست مجرد إعتصام حتى يسقط النظام .
أما آن لكم أن تفهموا أن الثورة ليست مجرد إذاعة مدرسية تُذاع بالمنصة ، وليست كذلك مجرد خيمة تنصب بجانب جامعة أو محطة .

أما آن لكم أن تفهموا بأننا أخطأنا حين قبلنا إنضمام البعض إلينا بشعارنا المعروف :
( حيا بهم حيا بهم ، وإحنا تشرفنا بهم ) .. فقبلناهم على الفور بالرغم من أنهم لم يتوبوا إلاَّ بالفم ؛ فلم يُرجعوا حقاً أخذوه ، ولم يعتذروا على ما أراقوه من دم .
أما آن لكم أن تفهموا أننا إسترضعنا مولودنا الجديد ( ثورتنا ) لمرضعةٍ خطفته ؛ فلا هي أرضعتهُ كما ينبغي ويجب ، ولا هي تركتهُ وأعادته لمن يحب .
أما آن لكم أن تفهموا أننا إستنزفنا طاقاتنا في التنظير الفكري لكل ماجرى ويجري ، وفي التنظيم اليومي لمتطلبات الإعتصام ، ونسينا منذ الوهلة الأولى وحتى الآن توحيد جهودنا فعلياً في جميع الساحات لإسقاط النظام .
أما آن لكم أن تفهموا أننا ضيعنا فرص وراء الفرص ، وأصبحنا لا نعي ولا نفهم ، فقد إكتفينا بترديد شعاراتنا ، ولم نهتم بالكيف ( كيف تنتصر ثورتنا ) بقدر إهتمامنا وإغترارنا بالكم ( الترحيب المستمر والمتواصل للمنضمين للثورة ) ...
ويا كم أخطاء ويا كم ... أهدرنا وضيعنا خلالها الجهد والوقت والدم .
أما آن لكم أن تفهموا أن تعدد التكتلات والإئتلافات هو بلا شك من المسلمات ، لكنه للأسف تحول مع مرور الزمن إلى آفة الأفات .
أما آن لكم أن تفهموا أن ثورة الشباب تحتاج فعلاً لمجلس شبابي واحد يتكلم بإسم كل الشباب ، ومجلس موسع آخر يراقب مجلسنا وأعضاءه فيسدد خطاه من أي إنحراف .
أما آن لكم أن تفهموا ( البعض منكم طبعاً ) أنه ليس من صالح هذا الوطن أن نؤيد إستخدام العنف أوأن ننجر إلى العنف مهما كان العذر وتحت أي ظرف .



• وختاماً أقول لكل أبناء اليمن :
كفى بالله عليكم .. كفى .
أما آن لنا أن نفهم قبل فوات الأوان .. وقبل أن نخسر اليمن وعندها لن يرحمنا التاريخ ولا الزمان .
أما آن لنا أن نفهم أن وطننا الآن هو فعلاً وحقاً في خطر .. وإذا لا سمح الله حصلت فتنةٌ أوحربٌ بالريف أوبالحضر فلن تنقذنا عندها لا السعودية ولا قطر .
أما آن لنا أن نفهم أننا في طريقٍ تملأهُ الأحجار فإما أن نتعثر بها ، وإما أن نرصف بها طريقاً لمستقبلنا .
أما آن لنا أن نفهم أننا كلنا .. كلنا في سفينةٍ واحدة ، فقدموا مصلحة الوطن على كل مصلحة ، وثقوا بأنه سيأتي يوم تكون فيه جوارحنا علينا شاهدة .
أما آن لنا أن نفهم أنه لا حل لنا ولوطننا بالحوار في ظل القيادات الموجودة بالسلطة وبالمعارضة ، وإلاَّ لكان الحوار قد نجح من زمان ، ولكنا الآن قد وصلنا إلى بر الأمان .


يا أبناء اليمن ذكوراً وإناثاً كباراً وصغاراً :
إذا لم نفهم بعد كل ما جرى وبعد كل ما حصل .. إذا لم نفهم فنحن فعلاً قد أصابتنا لعنة القدر وأصابنا الداء ، ولكل داءٍ دواء ، ودواؤنا الأخير لن يكون الكي طبعاً فتلك ستكون كارثة الكوارث ، دواؤنا الأخير سيكون عبر إتفاقنا جميعاً على كلمةٍ سواءٍ بيننا البين بحيث نتخلص من العبء الذي جثم على صدورنا بل وعلى صدر اليمن .
دعونا نقوم بالإبعاد ولو المؤقت لكل من ضر وآذى اليمن ولكل من لم ينفعها بشيء بل إن بعضهم باعها بأدنى ثمن ؛ وبعضهم لم يضروها لكنهم أيضاً لم ينفعوها لذلك عليهم جميعاً الرحيل .
قد يكون من الخطأ وأيضاً من التجني وضعهم كلهم في سلةٍ واحدة لكن صدقوني .. صدقوني يا إخوتي في هذا الوطن هذا هو الحل الأخير .
وأرجوكم .. أرجوكم قدِّروا الوضع والموقف الذي يمر به الوطن وتعالوا لكلمةٍ سواء نحمي بها اليمن ونُرحِّل بها كل زعمائنا الأصنام اليوم وليس غداً وقبل فوات الأوان .
تعالوا لكلمةٍ سواء قبل أن تنهار ما تبقى لدينا من منظومة القيم ، تعالوا يا أصحاب المكارم والشيم ننقذ هذا الوطن .. تعالوا لنهتف بصوتٍ واحد فلتحيا اليمن ولندفن كل صنم .

يا إخوتي في الوطن :
تعالوا نطرد علي عبدالله صالح وجميع أبنائه وأزلام نظامه ..
تعالوا نطرد علي محسن والزنداني وقادة الإخوان ..
تعالوا نطرد أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ، وكذلك كبار المشائخ الموالين للنظام ..
تعالوا نطرد جميع قادة المشترك والمعارضة وكذلك الحوثي وقادة الحراك ..
وإذا لزم الأمر فلنطرد كاتب هذا الكلام وناشر هذا المقال .
وبعد ذلك تعالوا لنبني اليمن من جديد ولنعتمد الرأي المناسب ولنتخذ القرار السديد فيما يخص قضية الجنوب ، ولنعالج تداعيات وآثار جروح صعدة ، ولننهي التهميش لكل مناطق اليمن ، وبعدها نعيش بفتح صفحةٍ جديدة عنوانها " اليمن السعيد " .

وفي الأخير ..
صدقوني إذا لم يحصل هذا فاعلموا بأننا نسير بوطننا إلى الدمار والإنهيار ..
وستصبح بعدها اليمن في خبر كان ..
وستلعننا الأجيال جيلاً بعد جيل لأننا ضيعنا من أيدينا أروع وأجمل وطن .
وسنُذكر حينها في سير التاريخ وفي قصص الأطفال ؛ وكان يا ماكان في قديم الزمان ثورةٌ باليمن قامت ضد الطغيان وهدفت لتكسير الأصنام لكنها للأسف .. للأسف حولت الوطن إلى آثار وركام ، وكان يا ماكان .
اللهم هل بلَّغت .. اللهم فاشهد .
والسلام .