الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٠ صباحاً

للمتحاورين !

رمزي المضرحي
الجمعة ، ١١ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
الحوار هو المناقشة بين الطرفين أو أطراف بقصد تصحيح كلام أو إظهار حجة ، وإثبات حق ، ودفع شبهة ،ورد الفاسد من القول أو الرأي على اختلاف وسائله.

وكما قال ا...لحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحق ، وإفادة العالم الأذكى العلم لِمن دونه ، وتنبيه الأغفل الأضعف ).

وثمت غايات متعددة للحواراهمها :

- إيجاد حل وسط يرضي الأطراف.

- التعرف على وجهات النظر.

- البحث والتنقيب للاستقصاء والاستقراء.

-الخروج بالوطن الى بر الامان وانقاذ الشعب من المهلكات ولو على حساب المتحاورين من شباب ومشترك ومؤتمر ومنظمات ومشائخ من ممثلي الشعب بالحوار.

وينصح ببدء الحديث والحوار بمواطن الاتفاق فتلك طريق إلى كسب الثقة . فدع صاحبك او نظيرك يوافق ويجيب بـ(نعم) وحُلْ ما استطعت بينه وبين ( لا ) فإن قال ( لا ) فقد أوجبت عليه كبرياؤه أن يظل مناصراً لنفسه.

اماأصول الحوار المتبعة للوصول رؤية ناجحة ونتائج مرضية فهي كالتالي :

الأول :
سلوك الطرق العلمية والتزامها ، من تقديم الأولى المثبتة أو المرجحة للدعوى ، ومن صحة الثقل في الأمور المنقولة قال تعالى : (قل هاتوا برهانكم ). ولذا قال العلماء : إن كنت ناقلاً فالصحة ، وإن كنت مدعياً فالدليل .
وهذا ما اشك بانتهاجة في الحوار الوطني لعدم وجود الكثير من المتحاورين المثقفين والملمين بالطرق العلمية لنجاح الحوارات .

الثاني :
الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مسلَّمة سواء كانت عقلية أم نقلية كأوامر الشرع الصريحة , ومن الخطأ غير المقصود عند بعض الكاتبين إثارة قضية حسمها الشرع كالحجاب بقصد إثباتها وصلاحيتها.

وهذا ما يخيفني ان يقوم بعض المتحاورين بمناقشة او الافتاء بقضايا الشرع كالزواج المبكر او ماشابه .

الثالث :
التجرد وقصد الحق ، والبعد عن التعصب ، والالتـزام بأدب الحوار :

قال الشافعي رحمه الله : " ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه ، وما ناظرني فباليت ! أظهرت الحجة على لسانه أو لساني ".

وتاخذني الحيرة هنا عن موقف الحوثي والاصلاح "الاخوان " مثلا هل سيتقبل كلا منهم رؤية الاخر وان كانت سديدة .بل المشترك والمؤتمر وكل الفئات التي لاريب باختلافهم حتى مع بعضهم الا في حال حدثت معجزة خارقة ونضروا لمصلحة الوطن لا مصالحهم واحزابهم ومذاهبهم ولو وفترةالحوار فقط .اما اداب الحوار فلا اشك بقدرة الشباب المستقلين طبعا بالقدرة على التحلي والالتزام باداب الحوار.

الرابع:
أهلية المحاور ، فمن الخطأ أن يتصرف للدفاع عن الحق من كان على الباطل ، أو من لا يعرف الحق ، أو من لا يجيد الدفاع عن الحق ، أو من لا يدرك مسالك الباطل ، والذي يجمع ذلك كلمة ( العلم ).

اما عن الاهلية للحوار فاكثر المتحاورين في مؤتمر الحوار لم تجف اياديهم بعد من دماء شهداءالثورة الشبابية المباركة او المواطنين المساكين بسبب المذهبية والعصبية ,لذا فحوارهم وقبولهم على طاوله الحوار تعزز شهية القتل وسفك الدماء لدى الاخرين ولكن لاباس ان اعترفو بذنوبهم وندموا وخرجوا برؤية تخرج الشعب باكملة من مأزق يصعب التكهن به وضحوا بكبريائهم ولو لمرة فقط من اجل الوطن والشعب .

الخامس :
قطعية النتائج ونسبيتها ، فليس من شرط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الآخر.

يجب عليهم ان لايعتبروا الحوار مجرد كعكة يتسابق عليها اطراف الحوار وهذا هو ما لمسناه وننتظرة منهم والدليل هو ما حدث من اشكالات وفوضى صادرة من المؤتمر الشعبي الذين طالبوا بحصة لاتقل عن 50% من مقاعد المتحاورين
فهذا دليل مايخفون وعدم نقاء القلوب والنيه الصالحة تجاه الاخر .

السادس :
الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون ، والالتـزام الجاد بها ، وبما يترتب عليها ، قال الشافعي رحمه الله : " ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجة إلا عظم في عيني ولا ردها إلا سقط من عيني ".

وهذا مايثير الخوف والفزع في داخل كاتب السطور والكثير من السياسيين والمثقفين لان فشل الحوار الوطني يعني للكثيرين الاقتتال والحروب وانتشار الفساد والانفلات الامني واهتزاز
بل وضياع الاستقرار الذي نحلم به طبعا , لان الكثير من المتحاورين بلا شك لن يرضوا ولن يقبلو باي نتائج لانهم لايعرفون مايريدون او لانهم ينتظرون دمار الوطن كما يتوقعون طبعا فهم تجار حروب ومصاصي دماء واموال الشعب المسكين والجاهل ولكني اقول لك الشعب ان في خلاف السياسيين ربما خيرا لكم فرب ضارة نافعة ولايجب ان نضع مستقبلنا ووطننا بيدهم فنحن اهل الحكمة والايمان .

-واخيرا
اتمنى بل ادعو الله عزوجل كما اخرجنا من المحنة السابقة الى ما اتوق واتشوق ان تصير منحة بنجاح الحوار الوطني الشامل واطمع من كل المشاركين في الحوار النظر الى مستقبل وطنهم وشعبهم ومراقبة الله عزوجل بكل تصرفاتهم ونياتهم التي نجهلها ويعلمها خالقها فقط وان يراعو مصلحة الوطن على مصالحهم ولو لمرة واحدة فقط من اجل مالايحمد عقباه وادانه ورفض اي تعصب او عداء او مذهبية ..الخ,على طاولة الحوار على الاقل , وان تتذكروا دائما ان الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل.