الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٢ صباحاً

وطن في لبوس انسان..

نيزان توفيق
الخميس ، ٠٣ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
هل ترانا اليوم نبكيك أم نبكي أنفسنا ؟!بل هل فقدناك أصلا .. أم ترانا في الحقيقة لم نفقد إلاَّ أنفسنا ؟!لا اعرف ، ولم أعد أريد أن اعرف أي شيء عن هذا الشيء !!

يكفي أننا نعرف ، أن ظلالنا - غفر الله لها – ما تزال حتى اللحظة تتربص بنا !

وكلما قلنا لها سلاماً مهرت من خلف ظهورنا فتاوي إباحة واستباحة رؤوسنا !!

فهي منذ زمن بعيد، اثبتت ببراعة لا نظير لها، أنها تقدر رؤوسنا.. وفي عديد المرات تجاوزت حدود الإثبات إلى التأكيد والتوكيد علية ..ألم اقل لكم بأنها تقدر رؤوسنا !؟

واثر كل تطبيق علمي كانت تمارسه كطقس شعائري ، كنائسي ، تعبر من خلاله عن مدى تقديرها الجم لرؤوسنا، كانت تخاطب باقي الرؤوس بلباقة مدهشة أنها تكن لها وبلا استثناء أسمى آيات التقدير ،وكعادتها لم تكن تنسى أن تضيف : أيها الرفاق ،لا يعني شيئاً أن تكونوا بلا رأس ،فيكفي أن يكون لديكم جسد!!

بالة من تقدير! تقدير نابع من قناعة تامة ، والقناعة ــ يا للهول ــ كنزاً لا يفنى!!

ألاّ ليت كانت قناعتها في تقدير رؤوسنا كنزاً يفنى ، لكنت الآن إلى جوارنا يا جار الله ،يا حبيب الله !!

ففي تلك الظهيرة الحزينة اقتنعت بأنها حققت منجزا تاريخياً ، باغتيالها عقلاً عظيماً وفكراً أعظم .. فقد اغتالت الفكرة وقلعت السنبلة !! وانجازاً كهذا هوــ بالنسبة لها ــ العظمة بحد ذاتها !!

واليوم وبعد عقد من الزمان في التمام والكمال ،عرفت الحقيقة ، حقيقة نفسها وقبحها وغبائها الدفين ..عرفت أخيراً حقيقة قناعتها .. فجار الله عمر لم يكن مجرد رأس كما اعتقدت واقتنعت يومها ..بل كان وطنا في لبوس انسان !
ومن ذا الذي يقنع نفسه أن بمقدوره أن يغتال وطنا ببضعة رصاصات صدئة!!؟