الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤١ مساءً

حوار مع الرائد

عيسى القدسي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
كنت مار في احد شوارع مدينة الحديدة الساحلية ونظرت إلى احد المارة وكان شخص اعرفه معرفة بسيطة وهو ضابط برتبة رائد في البحرية فسلمت عليه وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث ولان الشغل الشاغل لليمنيين هذه الأيام هو سعر البنزين والغاز واختفاء مادة الديزل وعدم توفرها إلا في السوق السوداء ولا ندري ما السبب وكذا ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأجرة الباص والبيجو وباصات السفر الكبيرة وما إلى ذالك من الأزمات المفتعلة من قبل القوات والمليشيات والعصابات التابعة للأسرة المالكة في اليمن كعقاب جماعي على الشعب اليمني الثائر والمطالب بحقوقه المشروعة والمكفولة حسب التشريعات السماوية والقوانين الدولية فقلت لصاحبي يا أخي أين المشكلة وما الأسباب التي أوصلت اليمن إلى هذه الحالة المزرية رغم اني و كغيري من اليمنيين نعرف أين المشكلة من عشرات السنين ولكن أردت أن اسأل من يحاولون تزوير الواقع اليمني فقال : الثورة فابتسمت ابتسامة ولكني أكاد ابكي من شدة أسفي وحزني من الحال والمستوى الثقافي والفكري الذي أوصلنا إليه النظام القمعي الديكتاتوري الهمجي بفعل سياساته التجهيلية وقنواته المزيفة الكاذبة التي تسبح بحمد النظام وتمجد الفرد وتلمع صورته أمام المجتمع وتحل له الحرام من قتل النفس ونهب الأرض واستباحة العرض وغيرها.

بدلا من الاستعانة بشركات خاصة لتحسين صور الأسرة الصالحية كما فعل بعض الحكام القمعيين الديكتاتوريين استغل الحاكم وعصاباته قنواتنا الرسمية المملوكة للشعب لتحسين صورته فهناك من الحكام العرب من استعانوا بشركات أجنبية خاصة لتحسين صورهم وإظهارهم بمظهر الحكام الذين لا تستطيع شعوبهم العيش بدونهم وأنهم الأنسب لحكم بلدانهم وأنهم الأقرب إلى " بابا اوباما ومن قبله بابا بوش " من غيرهم من القادة الذين ينتمون إلى الأحزاب الذين لا تريدهم أمريكا أن يصلوا إلى السلطة حتى كشركاء سواء الإسلاميين أو اليساريين وبدلا من أن تعمل هذه القنوات لما يخدم الشعب اليمني المالك الحقيقي لهذه القنوات أخذت تخدم الحكام على حساب الشعوب واستغلها النظام كأنها قناة خاصة لتحسين صورته وعائلته وعصاباته.

وفي موضوع متصل بالثورة والحرب التي تشنها عصابات صالح قال لي انتم قلتم سلمية فلماذا رجعت مسلحة , قالها بالحرف الواحد وأغمض عينيه واصم أذنيه فلم يرى أو يسمع عن الهلوكوست التعزي شيئا قلت له يا أخي اتقي الله ساحة الحرية حشد لها من الأمن العام والأمن المركزي والحرس الجمهوري والأمن القومي والبلاطجة واقتحموا الساحة وقتلوا الثوار واحرقوا المعاقين في الخيام ونهبوا وسلبوا المستشفيات الميدانية والمستشفيات التي كانت تعالج المصابين من رصاص قوات صالح وعصاباته ولم تطلق رصاصة واحدة باتجاه المعتدين وإنما ظلت سلمية والى اليوم لا يزال شباب الساحات سلميين ولم يطلقوا الرصاص رغم الرصاص والمدافع والقذائف التي تطلق على الساحة وعلى الثوار وعلى الأحياء المجاورة وعلى المنازل وتقتل الأطفال والنساء ولم تطلق رصاصة من شباب الثورة في الساحة مع أننا وفق التشريعات السماوية والقوانين وجب علينا الدفاع عن أنفسنا وأهلنا وأطفالنا ومنازلنا وممتلكاتنا وعن كرامتنا ولكننا أردناها سلمية.

وكذلك فعل الناس في أبين حين استباحت قوات علي صالح محافظتهم وأرسلت بلاطجتها لقتل أبناء أبين الأبطال فقتلت المئات وشردت مئات الأسر حيث بلغ عدد النازحين حوالي تسعون ألف نازح وكذالك الحال في أرحب قتل وتشريد وتنكيل وتعذيب .
البلطجي يرمي الثوار بالرصاص والفندم كذلك يفعل والقوات التابعة للأسرة الصالحية تضرب المنازل بالقذائف وتقتل الأطفال والنساء ولم ينكر عليها الرائد ( ...) وإذا أراد احد الدفاع عن نفسه وأهله وماله فهذا من المحرمات ومن الكبائر . هذا ما درسه الرائد في كليته التي تخرج منها هذا إن كان تخرج من كلية عسكرية أو ما شابهها وان كان ابن الشيخ أو ابن الفندم أو ... فالمصيبة أعظم.