الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥١ مساءً

ومــاذا عن ميناء المخا؟!

نيزان توفيق
الاربعاء ، ١٧ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
< هللنَّا وكبرنا بعودة ميناء عدن إلى حظيرة الدولة، فمتى ترانا نهلل ونكبر بعودة ميناء المخا إلى الحظيرة ذاتها؟!

فقد حان الوقت الذي تبتسم فيه المخا وتنتعش فيه تعز..

وإن كنا قد استعدنا ميناء عدن من أكبر شركات الملاحة العالمية، فكيف بنا لا نجرؤ على استعادة ميناء المخا من أيادي حفنة من المهربين العسكريين ثم المدنيين؟!، والحق أننا في كل مرة نتحدث أو نتساءل عن انعاش ميناء المخا ، نجدنا نحدث أنفسنا!! فلا نلمس شيئاً إلاّ صدى حديثنا فحسب!! الجميع يحاول ألاّ يسمع وإن سمع حديثك رد عليك : بأن المسألة معقدة!! ويضيف : ولكننا سنعمل وسنعمل وسنعمل!! ومحافظ تعز السابق بارك الله فيه خير مثال على ما أقول!!، ومنذ اندلاع ثورة التغيير التي شهدتها البلاد والتي توجت برئيس جديد وحكومة جديدة، راح أهالي هذه المديرية الواقعة على بعد 94 كيلو متراً من مركز المحافظة تعز راحوا يتفاءلون خيراً، ثم رويداً رويداً وللأسف أهتز هذا التفاؤل.. فالمحافظ النشيط جداً حتى الآن حقق إنجازات مشهودة وملحوظة على مستوى مركز المحافظة ليس أولها النظافة ولا آخرها إزالة العشوائيات، بيد أن محافظنا هذا لم يأتنا بالخبر اليقين عن ماذا سيقدمه عاجلاً وآجلاً لميناء المخا؟!!، ماذا سيقدم وماذا سيعمل، لهذا الميناء، غير الإتيان على ذكره في خطاباته، فالمواطن ملَّ الخطابات وأصبحت لديه عقدة نفسية منها، وهو خير من يعلم أن محافظة تعز تريد منه تنظيف مينائها وإزالة الغبار عنه لأن ذلك معناه تنظيف المحافظة برمتها.

أما بالنسبة لوزير النقل الدكتور واعد باذيب، فبرغم العطاء والإنجاز المدهش لهذا الوزير الشاب، إلاّ أننا حتى اللحظة لم نلمس ذلك ذلكم العطاء وذلكم الإنجاز بالنسبة لميناء المخا.. لماذا ؟! لا أحد يدري، فالكثير من التحفظ والقليل من الشفافية كما يبدو هو ما يسيطر على جهات عدة لا الوزير باذيب فحسب في ما يخص موضوع ميناء المخا!!

وأجدني هنا أطرح على محافظ تعز ووزير النقل، ما كنت قد طرحته قبل سنوات على سابقيهم غفر الله لهم.. إذ ينبغي تطهير الميناء من طحالب التهريب وإخلائه من الثكنات العسكرية التابعة للواء 33 مدرع، ثم يلي ذلك تحديث أرصفة الميناء وتعميقه، فمثلاً السفن التي تزن 150 ألف طن لا تستطيع دخول الميناء لأنها بحاجة إلى عمق يتراوح بين التسعة والإثنى عشر متراً في حين أن عمق الميناء في الوقت الراهن مابين الخمسة والستة أمتار على الأكثر وهكذا عمق لا يسمح بدخول السفن ذات الأربعين طناً فما بالكم بسفن تزن 150 ألف طن.

والحل يكمن في تطبيق مخطط السبعينيات - المخطط الذي تم إعداده إبان حكم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي - وذلك بأن يكون للميناء سبعة أرصفة لرسو البواخر الصغيرة ورصيفان مجهزان للبواخر العملاقة، فالأهالي هناك يراهنون بقوة على هذا المخطط..

وأعود للقول بل والتأكيد أن تشغيل ميناء المخا - بعد أن تم استعادة ميناء عدن - هو المهمة الأكثر أهمية خلال الشهور المقبلة أمام كل من المحافظ والوزير..

وبدورنا سنحاول أن نتفاءل بقدر الإمكان لعل وعسى أن الأيام القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت، هذا إن لم تكن هنالك حسابات براغماتية قد طبخت مسبقاً ولا نعلم عنها شيئاً، وهو بالتأكيد ما لا نتمناه بأي صورة من الصور..>