الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥١ صباحاً

سبتمبر الأهداف وفبراير الثورة

باسم مغرم
الثلاثاء ، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
حين قام أجدادنا بثورة سبتمبر المجيدة للتحرر من الظلم والإستبداد والاستعمار ومخلفاتهما قبل نصف قرن، كان لهم أهداف سامية ولكن للأسف الشديد لم يتحقق أياً منها بعد .. وما ثورة فبراير إلا لتحقيق تلك الأهداف التي ضحى من أجلها أجدادنا الأوائل وتم الإلتفاف عليها وإغتيالها بفعل التحالفات القبلية والعسكرية المقيتة.
فقد قامت ثورة سبتمبر لإسقاط إمام طاغي ليحكمنا بعدها رئيس أطغى ونادت بالجمهورية رافضةً المملكة المتوكلية ، ولكن أعقبتها المملكة الصالحية بثوب جمهوري ، و نادت بالمدنية ولكنها كبلت بالقبيلة وصارت هي من تحكمنا بعنجهيتها ، وهدفت الى بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها لكنه أصبح جيشاً عائلياً خاصاً بحماية أمن صالح ومقدراته وفرط بسيادة الوطن وأراضيه بدلا من حمايتها، نادت الى رفع مستوى الشعب إقتصاديا وإجتماعيا وسياسياً وثقافياً ، ولكن مع الاسف زاد الفقر والبؤس في اليمن وتردى وضعنا الإجتماعي والثقافي و الاقتصادي بل وصل الى الحضيض وتم التفريط بثرواتنا ومقدراتنا الوطنية بدلا من الحفاظ عليها واستغلالها ، وبات يحكمنا ثلةٌ من الفاسدين الذين تعاملوا مع اليمن وكأنها مزرعة خاصة بهم وأحالوا جواهرها الى فحم وتحكموا بخيراتها لصالحهم فقط بينما الشعب لم يحصل على أدنى حقوقه.

وفي خلال تلك الفترة وخاصة أول عقدين منها ناضلت تلك الاهداف محاولة البقاء على قيد الحياة ،وعانت الكثير و كادت تحتضر بسبب تكالب قوى الرجعية عليها حتى أنعشها الرئيس الشهيد الحمدي بحركته التصحيحية في الــ13 من يونيو1974م وأعاد للثورة شبابها وفي عامين حققت اليمن مالم تحققه خلال الـ 48 عاماً الاخرى من عمر سبتمبر، لكنهم لم يدعوا ذلك الحلم يكتمل و أغتالوه كما أغتالوا الوطن الذي كان ينبض بين جنبيه وأغتالوا معه أهداف سبتمبر.

لذا انتفض شباب فبراير لإحياء أهداف سبتمبر مجدداً عازمين على تحقيقها ، وهاهم ينازعون للحفاظ على حياتها في ظل المحاولات الشرسة من قبل نفس قوى الرجعية لوأدها من جديد ، ومهما فعل المرجفون فستظل تلك الاهداف مرجيعتنا ومرجعية أحفادنا وعهداً بأن تتحقق ولو بعد حين.