الرئيسية / كتابات وآراء / الثأروالأنتقام لا تعمر به الأوطان

الثأروالأنتقام لا تعمر به الأوطان

يحيى حجيرة
الجمعة , 07 سبتمبر 2012 الساعة 01:40 مساء
لايمكن لسياسة الأنتقام والأقصاء والتصفية أن تعمر وطن أو أمة ،وإن حدث فهو بناء هش سرعان ماينهار ،والتاريخ يشهد بذالك.

إن نهج العداء الذي تنهجه اليوم جماعة الأخوان في بلدان الربيع العربي ،بعد حصولها على مكنة صنع القرار السياسي أو مشاركتها فيه، لايمت للثورة واخلاقها بأي صله، وإنما ينم عن حقد لكل من لاينتمي إلى هذه الجماعة ،حتى ولو لم يكن من أنصار الأنظمة المثار ضدها،بل حتى لوكان من الثوار، وأنا أشعر بالعجب من هذه السياسة ومن يتبعها ، وعلى أي سند شرعي بنيت ، وهم الملتحفون بعباءة الأسلام والتسامح!!

ففي مصر تقفل قناةويتهم مالكهاويحبس، ويتم منع صحف من النشر ويحول صحفيوها وناشرها إلى النيابة،وتلفق التهم لهم ،لأنهم ينتقدوا سياسة الأخوان ، وفي اليمن نسمع عن الكثير من القرارات التعسفية بفصل المدراء والموظفين أو إزاحتهم من مواقعهم ،لالجرم إرتكبوها سوى أنهم من أنصار النظام المخلوع ، أو أنهم لم يذعنوا لنصف حكومة الوفاق ، فهل بهذا النهج يمكن تحقيق أهداف الثورة؟ أو ينعم الشعب بالوئام ، ويتحقق النمو والرقي ، أو تتوحد الأمة العربية والأسلامية ؟

إن مايجب على الأخوان أن يدركوه ، أنهم إذا أرادوا الحكم ،أو النهوض بالأمة، فعليهم التخلي عن الثأرية ،وتقبل أراء الكل ، والنظر إلى من كان يناصر الأنظمة السابقة بعين الرحمة والشفقة مما كانوا فيه، وأن يقدموا نموذجآ يحتذى به في إسلوب الأدارة والحكم ، كي تثق بهم الشعوب ،ويكونوا سندآ لهم لا عليهم، وليكون سيدنا الأمي صلى الله عليه وآله وسلم قدوة حسنة، كما أمرنا ربنا جل وعلا حيث قال (لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنه ) في الكيفية التي تعامل بها مع من حاربوه وقهروه وأخرجوه من دياره ، فبعد الفتح جمع رسولنا الأعظم (ص) أغلب قريش وقال لهم : ماذا تظنون أني فاعلا بكم

قالوا : أخ كريم وإبن عم كريم ، فلم يرد عليهم الرسول (ص) بسب أو شتم ، ولم يأمر بحبسهم أوقتلهم أو إغلاق دار الندوة، وإنما قال لهم : إذهبوا فأنتم الطلاقاء ، وبهذا الأسلوب الحكيم دخل جلهم في الأسلام إذا لم نقل كلهم ، وتدافعت الأعراب من كل القفار والمدن لتدخل في الأسلام ،لما وجدوه من الأخلاق الرفيعة ، والتسامح الراقي ، وحسن المعاملة ، فقد قال رسولنا الأكرم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) والدين المعاملة ، وليس المنافره والمباغضه والمزاجيه ، وأنتم ياأخواننا خير من يعلم ذلك ، وإنما أنا مذكر قال تعالى ( وذكر إن الذكر تنفع المؤمنين ).